للتوضيح فقط

{title}
أخبار الأردن -

بقلم: علي سعادة

أعرف أن الناس أذواق، وللناس مذاهب فيما يكرهون وما يحبون، ولا يحق لنا أن نفرض ذوقنا وثقافتنا وقيمنا حتى على أقرب الناس منا.

في زمن جيلي ونحن صغار، كان هناك من يسمع أم كلثوم وعبد الحليم وفريد وعبد الوهاب ونجاة و فايزة أحمد، وكان هناك في المقابل من يجد متعته في سماع ليلى نظمي "ادلع يا رشيدى" و "العتبة جزاز والسلم نيلون" و "ادلع يا عريس على وش الميه" و"ما شربش الشاي أشرب قازوزة أنا" وأيضا عايدة الشاعر "الطشت قال لى.. يا حلوة ياللى.. قومى استحمى" وجورجيت صايغ "طير وفرقع يابشار".

في كل مرحلة كان هناك سميعة لكل ما هو خفيف وسريع وركيك الكلام، سمعية لم يكن يهمهم الكلام أو الصوت بمقدار ما يطربون للإيقاع، هؤلاء السميعة كانوا موجدين دائما، وسيكونون دائما موجودين، لن يذهبوا إلى أي مكان.

لا مشكلة عندي معهم أبدا، هذا حقهم.

لكن،

حين يصافح هذا الشخص المحبوب يدا تعدم أطفال فلسطين يوميا في الطرقات وعلى المعابر، يدا قتلت في غزة 5400 فلسطيني وفلسطينية 30% منهم اطفال، يدا تعتقل 5 آلاف فلسطيني وفلسطينية وتمارس ضدهم كل أنواع التعذيب والتدمير النفسي والجسدي، وحين تشاهد هذا الشخص يحتضن من قالوا قبل أيام في مسيرة الأعلام الصهيونية "محمد مات" على سبيل الشماتة، ثم شتموا، سيد الخلق، بألفاظ قذرة وقبيحة مثل وجوههم التي سترهقها نار جهنم، عندها أسألك: ما هو خط القيم عندك، وماذا يضيرك لو امتنعت عن الذهاب إلى الحفلة إكراما لأمهات الشهداء والشهيدات، وأمعنت النظر قليلا في عيني مريم محسين أم الشهيدة غفران وراسنة.

أسمع لمن تشاء وشاهد ما تحب من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وأقرا ما يوافق مزاجك من الكتب، أنا أفعل ذلك، لكن إياك أن تضع يدك في يد مطبع وعميل وخائن وبائع ضميره.

كل ذلك حتى لا تندم ذات يوم، لأنك في لحظة فرح أمام نجمك المفضل، قد نسيت مشهد شيرين أبو عاقلة وهي تجلس على الكرسي على مدخل الشيخ جراح بالقدس العربية المحتلة.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير