البطاينة: الإقصاء يعزز نزعات الحقد والكراهية وعدم الانتماء
قال وزير العمل الأسبق، واحد المبادرين في مشروع تأسيس حزب إرادة، نضال البطاينة، إن الإقصاء هدام للأمم ويعزز نزعات الحقد والكراهية وعدم الانتماء.
وأضاف، البطاينة، في خطاب وجهه الى زملاءه في الحزب قبيل تقديم طلب التأسيس للهيئة المستقلة للإنتخاب وفقا للقانون الجديد للأحزاب، من يؤمن مثلا بأن ابن معان الذي يحمل الرقم الوطني مختلف من حيث الحقوق والواجبات عن ابن البقعة الذي يحمل الرقم الوطني أو مختلف عن ابن الأزرق الذي يحمل الرقم الوطني أو مختلف عن ابن عمان الذي يحمل الرقم الوطني فنعتقد ان افكار وتوجهات إرادة لا تمثله،.
وتابع أن من يؤمن باستغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية فمكانه ليس بهذا الحزب، ومن يؤمن بالعشائرية "التي تختلف اختلافا كليا عن العشيرة" فمكانه ليس بهذا الحزب، فالعشيرة هي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع والرافعة التي نستند عليها كمكون اجتماعي، أما من يعتبرها مكونا سياسيا فمكانه ليس بهذا الحزب
وتاليا النص الكامل لخطاب البطاينة :
إن مشروعنا بات في مراحله النهائية للتسجيل الرسمي، وحيث من المتوقع أن تستكمل كل الاجراءات نهاية هذا الأسبوع بعد ان استكمل أكثر من ١٢٠٠ زميلة وزميل النماذج الرسمية المعتمدة من قبل الهيئة المستقلة للإنتخاب، وكما تعلمون فإننا نسعى الى تأسيس حزب ذا نسيج قوي وله طعم ولون ورائحة و مختلف عما شهدته وتشهده المملكة من أحزاب نحترمها ونقدرها، إلا أننا نسعى الى حزب "يسار وسط" في الطيف السياسي الاردني، حزب يحدث نقلة نوعية في الأردن، نتعلم من أخطائنا ونجتهد في فيما نقدمه ونستفيد من اخفاقات غيرنا ونتعلم من تجارب الدول التي تطورت بها النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية بوجود الأحزاب الفاعلة والمنتجة
ولكن نود ان نؤكد ايضا وانه ورغم استكمال اوراق الهيئة وتوقيعها رسميا من حضراتكم، فلا زال المجال متاحا لسحبها في حال شعر أي منكم أو تردد أو خالجه الشك أن هذا الحزب "إرادة" لا يمثله التمثيل الصحيح، فالتعددية مطلوبة وايماننا بالديمقراطية الحقة هي ديدننا الذي نسير عليه
الاخوات والاخوة
جاءت رؤية "إرادة" نحو مملكة أردنية هاشمية ديمقراطية تعددية معتمدة على الذات، أقوى سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ومؤسسيا ، وقد اخترنا اسم ارادة سويا كما اخترنا الشعار بالتصويت بكل ديمقراطية، وقبل الانطلاق يجب أن نتأكد جميعا من أننا متفقين على كل شيء، وعليه :
- فمن يؤمن مثلا بأن إبن معان الذي يحمل الرقم الوطني مختلف من حيث الحقوق والواجبات عن إبن البقعة الذي يحمل الرقم الوطني أو مختلف عن إبن الأزرق الذي يحمل الرقم الوطني أو مختلف عن إبن عمان الذي يحمل الرقم الوطني فنعتقد ان افكار وتوجهات إرادة لا تمثله، فالإقصاء هدام للأمم ويعزز نزعات الحقد والكراهية وعدم الإنتماء
- ومن يؤمن بأن هذا الحزب هو برامجي وحزب عامل من قبل كل من ينتمي له، فمكانه بهذا الحزب
- مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطموح مشروع للجميع عندما يقترن بالعمل، لكن من جاء لمطامع ومصالح شخصية آنية، أو ليحجز ارقام مسبقا على القائمة الوطنية على نحو لا يتفق مع النظام الاساسي الذي سنصوت عليه، فمكانه ليس بهذا الحزب، فالانتخابات ليست هدفنا، وانما حكومة حزبية برامجية من الشعب الى الشعب مسائلة من الشعب.
- ومن يؤمن بالدولة المدنية وهي دولة الحريات الشخصية والعامة وسيادة القانون ولا وصاية لأي طرف على المجتمع إلا ضمن مظلة القانون وقيمنا المجتمعية فمكانه بهذا الحزب، فالدولة المدنية يجب أن تكون أردنية تشبهنا وليست مستوردة.
- أما من يؤمن باستغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية فمكانه ليس بهذا الحزب، ومن يؤمن بالعشائرية "التي تختلف اختلافا كليا عن العشيرة" فمكانه ليس بهذا الحزب، فالعشيرة هي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع والرافعة التي نستند عليها كمكون اجتماعي، أما من يعتبرها مكونا سياسيا فمكانه ليس بهذا الحزب.
- من لا يؤمن بضرورة توزيع مكتسبات التنمية على بوادينا ومحافظاتنا ومخيماتنا وبأن الأردن ليس هو فقط عمان فمكانه ليس بهذا الحزب.
- ومن يؤمن بتأميم الأرض وما عليها، أو من يؤمن بخصخصة الأرض وما عليها، فمكانه ليس بهذا الحزب، فنحن لسنا شيوعيين ولا ليبراليين ولا ليبراليين جدد من الجانب الاقتصادي، نحن نؤمن باقتصاد السوق الاجتماعي والذي يعني أن على الحكومة تمكين القطاع الخاص من الانتاج ومدخلاته والمنافسة الحرة لأنه المشغل الرئيس لأبناءنا، وبالمقابل فإن على الدولة توفير الأمان والعدالة الاجتماعية للمواطن من المهد الى اللحد من تعليم وصحة ومواصلات وغير ذلك من الخدمات الأساسية.
- ومن يؤمن بإعلام حر مهني استقصائي يوفر الحقيقة للمواطن مع أحقية الإعلام في الحصول على المعلومة فمكانه هو هذا الحزب.
-ومن لا يؤمن بحرمة المال العام وحوكمته وتحصينه فمكانه ليس بهذا الحزب.
- ومن لا يؤمن بأهمية وأولوية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ترابه فمكانه ليس بهذا الحزب.
- من لا يؤمن بضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية وصونها وبأنها أمانة بأعناقنا للأجيال القادمة لنشهد مئوية ثالثة وعاشرة بعون الله، فمكانه ليس بهذا الحزب
- من لا يؤمن بأن هذا الحزب يجب أن يكون قوامه ٧٠٪ من الشباب، ووجوب وجود التكنوقراط والخبراء في كافة مجال الحياة و ٥٠٪ تمثل به المرأة التي هي نصف المجتمع فمكانه ليس بهذا الحزب.
- من يؤمن بحزب الرجل الواحد، ومن لا يؤمن بضرورة الزهد وتغييب الأنا وتغليب المصلحة العامة، ومن يتبع الاشخاص وليس المبادئ فمكانه ليس بهذا الحزب.
- من يدافع عن حزبه (عائلته وعرينه) ويدحض أي إشاعة تستهدف نجاحه فمكانه هذا الحزب، فهذا الحزب لم ولن يمول إلا من مال نظيف ووطني وحلال ووفقا للقانون، فهذا الحزب يضم الوطنيين المخلصين ولا ولن يوجد بيننا فاسد، حزبنا ليس لديه أي حظوة أو أيادي خفية تدعمه، نؤمن بسيد البلاد وولي عهده الأمين وجيشنا العربي، وهم على مسافة واحدة من جميع الاحزاب ولا يتدخلون في شؤونها، حزبنا شعبي وليس نخبوي، نبت عضويا وانطلق من المحافظات والبوادي والمخيمات، بوصلته المواطن وتراب الأردن والقدس، ويعتبر أي بوصلة موجهة الى غير ذلك هي بوصلة مشبوهة، حزبنا مع كرامة المعلم ورفع شأنه ومهننة هذه المهنة التي هي الأشرف والأجل وليس تسييسها، حزبنا مع كرامة المتقاعد العسكري الذي قدم الكثير لهذا الوطن، حزبنا لإعادة نسج الطبقة الوسطى التي اضمحلت.
- من يجد نفسه مفعما بالطاقة الايجابية للتغيير واستشراف المستقبل، ويرغب بنسيان سلبيات الماضي، من يريد ان يشعل شمعة بدل من أن يشكو الظلام متعلما من دروس العالم التي اعتبرت الاحزاب ضرورة وليست ترف، فمكانه بهذا الحزب.
الى أنه في الأيام القليلة القادمة سيتم تفعيل لجان الحزب وهيكله التنظيمي، ومدرستنا الحزبية ستخرج الساسة من الشباب وسنعتاد على بعضنا أكثر على طريق تكوين عقيدتنا الحزبية.
"أكتب لكم كشريك وزميل في هذا المشروع وأحد المنسقين والمؤسسين، وليس كقائد ولا كشخص أحرص منكم لا سمح الله، ولم ولن أكن يوما كذلك، نتمنى ان نحتفظ بالجميع وأن يمثلنا هذا الحزب جميعا، ولكن وفي حال شعرت بأن ما ورد أعلاه لا يتوافق مع توجهاتك وأفكارك فلك مطلق الحرية بالانسحاب، ونبقى جميعا جنودا في خدمة الوطن، ولكن هذه هي مبادئنا الأساسية التي نعمل جاهدين على تحقيقها من خلال الايمان بها أولا، ومن ثم جعلها واقعا يتحقق من خلال الجهد الذي سيبذله كل فرد من أفراد الحزب.
والله ولي التوفيق