الجيش سيبقى الممثل الوحيد للسلاح والأمن والمنعة

{title}
أخبار الأردن -

عبدالله الربيحات 

كانت الحرب العالمية الأولى تضع أوزارها عندما انتظم أرتال فرسان العشائر الأردنية تحت راية المؤسس الملك عبدالله الأول، معلنيين أن الممثل الوحيد للسلاح والأمن والمنعة والقوة في وطننا هو الجيش العربي الأردني ، الجيش الذي شكل العمود الفقري والهيكل الأساس لأبطال الثورة العربية الكبرى فكانوا شركاء في وضع مباديء الثورة وكانوا الأحق بأن يرثوا قيمها ويصونوا أسسها.

 كان الأبطال عائدين من سوح المعارك وعلى جميع جبهات حرب الاستقلال وقد أيقنوا بحتمية انتصار الخير على الشر وعليه بدأوا فصلاً جديداً من الصراع السياسي في بناء الدولة الوطنية بتحالف استراتيجي عظيم لا تفك عراه مع القيادة الهاشمية نحو نيل الاستقلال الكامل، فكان الجيش هو الضامن لهذه المعركة السياسية والأمنية الاستراتيجية وبالفعل كان بعد اقل من ثلاثة عقود من التأسيس ومن هذا الموعد حيث أعلن الاستقلال في 1946.

وليخوضوا معارك الشرف والبطولة الخالدة بعدها في 1948 دفاعاً عن شرف الأمة في القدس كما فعلوا قبلاً في تحريرهم لدمشق في الثورة العربية الكبرى، وها هم يعاودون الكرة حينما  كتب الأجداد المؤسسون اعظم سطور البطولة في باب الواد والعمود واللطرون، ليتبعوها بالتعريب وانهاء المعاهدات غير المتكافئة في الخمسينات وليبدأ عهد التنمية والبناء حيث كان الجيش الذي ولد من رحم الثورة العربية الكبرى كتفا بكتف مع كل مؤسسات الوطن بالبناء ورفع أعمدة الوطن ومداميكها، وأمام هذا الصعود المؤزر برعاية القيادة الحكيمة وبمساندة جيش إنسان رأت قوى الشر والغطرسة أن لا بديل الا بكسر هذا المشروع الأردني الوطني العظيم فرمى الصلف والحديد والنار والشر بكل ثقله لهدم وكسر مركز قوة الشعب الأردني من خلال يوم اتفق الأردنيون بعد سحق كل العصابات التي تداعت وتحالفت فيه الى تسميته بيوم الكرامة في عام 1968.

  وخلال العقود اللاحقة اتم الجيش التزامه بالمباديء التي أوسس عليها فكان له الدور الأبرز في التنمية والبناء على المستويين الوطني من خلال المدارس والتعليم من خلال مدارس الثقافة العسكرية ودورها العظيم  والصحة من خلال الخدمات الطبية الملكية والا نغفل الدور الأمني العظيم الذي لم يتخلوا عنه للحظة والى جوار ذلك 

يبرز دور القوات المسلحة الأردنية في تحقيق الأمن والسلم الدوليين إضافة إلى المساهمة في تحقيق التنمية  عبر مشاركة قوات حفظ السلام الأردنية في مهام دولية او خاصة شملت (38) دولة ، رافق هذه العمليات الدولية عشرون مستشفى ميداني ومحطات جراحية وعيادات طبية قدمت العلاج لأكثر من أربعة ملايين مريض في مختلف الحالات الطبية المستشفيات الميدانية العسكرية ودورها في تقديم الرعاية الصحية في مناطق النزاع التي كان لها الأثر في التخفيف سكان تلك المناطق.

ولم يغفل الجيش الإنسان دور المرأة العسكرية الأردنية خلال بنائه ، كما نجد لدائرة الإفتاء العسكري أهمية كبيرة في مكافحة الفكر المتطرف انطلاقاً من رسالة عمان.

وبالحديث عن أهمية الدور العالمي العظيم للجيش الأردني أشير الى دراسة الصديق معاذ الدهيسات التي خرجت بنتائج لا يمكن اغفالها حول أظهار النظرة الأردنية للأمن والسلم كأساس لرفاه الشعوب، والإيمان المطلق بأن الأمن الوطني يتكامل ويدعم مع الأمن الإقليمي والأمن العالمي، وإيمان الأردن بأن البعد الدولي مسؤولية جماعية، وإظهار الأردن عالمياً كدولة محبة للسلام وتعمل من أجلة، تعريف العالم على الأردن وكفاءة الجندي الأردني.

وهنا نشير الى مشاركة القوات المسلحة الأردنية  في مهمات حفظ السلام الدولي الذي ينبع من عمق فلسفة الدولة الأردنية التي تؤمن بالسلام العالمي والأمن والاستقرار وهما ركائز التنمية الدولية  حيث برهنت الدولة الأردنية على ايمانها من خلال عدد المشاركين في المهمات الدولية لحفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة  الذي تجاوز المائة الف مشارك من أفراد وضباط وكوادر القوات المسلحة الأردنية في سبيل هذا الهدف العالمي النبيل.

أمام كل هذا الإنجاز نقف اليوم ممتنين ومحتفلين بيوم الجيش الأردني العظيم وبمباديء الثورة العظيمة التي قادها الهاشميون لتصبح النهج الذي يستضاء به.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير