مؤتمرون: الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية بالقدس قوة للوجود المسيحي بالمنطق

{title}
أخبار الأردن -

 أكد مشاركون في مؤتمر "واقع ومستقبل المسيحيين في الشرق"، الذي ينظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانيّة، أن الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية بالقدس تحافظ على الوجود التاريخي والديني والقانوني للكنائس المسيحية بالقدس، وتمثل الوصاية استمراراً للعهدة العمرية وأساساً في المحافظة على الهوية والوجود المسيحي بالمنطقة برمتها.
وقالوا خلال فعاليات المؤتمر الذي يستمر يومين بمشاركة محليّة وعربيّة وأجنبيّة، إن المسيحيين بالمنطقة يحملون هم الهوية العربية التي ومنذ فجر التاريخ قدموا التضحيات ضد المستعمرين حفاظاً على هويتهم ووجودهم وأن المسيحيين والمسلمين اليوم أكثر حاجة إلى مزيد من الوئام والتكاتف للدفاع عن قوميتهم العربية وحقوقهم في القدس وسائر المنطقة بعيداً عن الفرقة أو الخلاف أو إثارة النعرات التي يقوم بها فئة قليلة.
وأشاروا إلى أن الدين المسيحي الذي يحمل رسالة إنسانية انطلق من هذه الأرض، موضحين أن وجود المسيحيين بالشرق وخصوصاً في المنطقة العربية وفلسطين والأردن، هو أساس في الحفاظ على الهوية المسيحية العربية التي تقدم تنوعاً فريداً للمجتمعات العربية وتعزز فيها روح الوئام والمحبة وهي مساند قوي في الدفاع عن الأراضي العربية المحتلة في فلسطين.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب الدكتور رفعت بدر خلال الجلسة الافتتاحيّة التي أدارها مدير مكتب مؤسسة كونراد بعمان، أن الحديث عن الوجود المسيحي يأتي في ظل احتفال الدولة الأردنية بمناسبة عيد الاستقلال السادس والسبعين، وهو الاستقلال الأول في المئوية الثانية للدولة الأردنيّة التي تبذل جهوداً كبيرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن المسيحية وحمايتها وكفالة حقوقها وحريتها الدينية وصد أي محاولة تسيء للوجود المسيحي الذي سبق الوجود الاسلامي، مشيراً إلى أن الأردن، كما هو دائمًا، مصدّرًا للرسائل الحواريّة المبنيّة على قيم السلام والأخوّة والتعاضد والتعاون بين الجميع.
وقال "نجتمع اليوم في مملكة الاستقلال، وفي دولة الاستقبال، بمشاركة نخبة من المثقفين القادمين من بلدان متعدّدة لنصل إلى نتيجة قالها صاحب الوصاية الهاشميّة على المقدسات جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أيام في واشنطن ونيويورك: المسيحيون جزء لا يتجزأ من أبناء هذه المنطقة"، مضيفاً أن دماء الشهيدة شيرين أبو عاقلة المقدسيّة، حاملة وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، هو دليل ساطع على أنّ المسيحيين منخرطون دائماً بأحداث وقضايا أمتهم العربية وساهموا بالدماء لبناء مستقبل أفضل، ليس لهم وحدهم، بل لجميع المواطنين، وبالأخص شركاء الحضارة من المسلمون.
بدوره، قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة الدكتور وصفي كيلاني، إن الوصاية الهاشميّة على المقدسات المسيحيّة في مدينة القدس الشريف تمثّل حالة استمراريّة للوضع التاريخي القائم منذ العهد العمري، وتقوم الوصاية بدعم حقوق الكنائس وتكفل حريّة العبادة، وتحمي وضعها القانوني وتحفظ الهويّة المسيحيّة بالمدينة المقدسة، مؤكدًا أنّ الوصاية تعكس العلاقة التاريخيّة بين المسلمين والمسيحيين المبنيّة على العيش المشترك والاحترام المتبادل.
وأكد، أن الوصاية الهاشميّة ليست شعارات إنما تطبيق على أرض الواقع، مشيرًا إلى الجهود التي بذلها الملوك الهاشميين على مدار سنوات في إعمار المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في مدينة القدس، وأن الوصاية هي التي استثنت القدس من قرار فك الارتباط، مشيراً إلى الإعمار الهاشمي في ترميم قبة كنيسة القيامة وترميم القبر المقدس وترميم كنيسة الصعود التي تحظى بأهمية لدى كل الطوائف المسيحية، مؤكداً أن هذا الدعم والإعمار يعكس التزام الهاشميين بالوصاية على المقدسات وخدمتها .
من جهته، تطرّق الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في المملكة الأب الدكتور إبراهيم دبور إلى التحديات التي يواجهها المقدسيين، سيما من قبل الجماعات الصهيونيّة المتطرّفة التي تسعى جاهدة إلى تغيير هويّة القدس وإفراغها من أهلها العرب، سواء مسلمين أم مسيحيين.
بدوره، قال غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الحاصل يوم أمس على وسام الملك عبدالله الثاني للتميّز من الدرجة الأولى، إن التحديات التي تواجه المسيحيين في الشرق تختلف من دولة لأخرى، مشيراً إلى أنها تأتي كجزء من التحدّيات التي تعيشها المنطقة ككلّ، موضحاً " لا نستطيع الحديث عن المسيحيّة في الشرق دون الحديث عن مدينة القدس بشكل خاص"، قائلاً " لا توجد مسيحيّة من دون المدينة المقدسة"، راجيًا زيادة دعم الحضور المسيحيّ عبر المؤسسات الروحيّة والتعليميّة والاجتماعيّة.
وأعرب السفير الألماني لدى المملكة بيرنهارد كامبمان عن امتنانه للأردن لرعايته للشؤون الدينيّة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدًا أن الأردن، هو جزء أصيل من الأرض المقدّسة، وأنّه المكان المناسب فيها لمناقشة القضايا الهامّة التي يتناولها المؤتمر، مشدداً على أن القيم التي تحملها الأديان من سلام وأخوّة وتضامن وتعاضد يمكن لها أن تكون سندًا حقيقيًّا لمعالجة التحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يواجهها أبناء المنطقة.
وتطرّق نائب رئيس مؤسسة كونراد أديناور والنائب في البرلمان الألماني هيرمان غروهيه، إلى وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المسيحيين في الأردن ينعمون بالحريّة الدينيّة ويساهمون بإخلاص في نمو مجتمعهم وازدهارهم، مستشهداً بأقوال جلالة الملك في أكثر من مناسبة حول العرب المسيحيين بأنهم جزء لا يتجزأ من ماضي وحاضر ومستقبل المنطقة، معبّرًا عن تقديره للإسهامات التي يقدّمها الأردن بدعم الوجود المسيحي بالمنطقة وتعزيز قيم العيش المشترك والتعدديّة والوئام بين المسلمين والمسيحيين.
وخلال الجلسة الأولى التي أدارتها الإعلامية رنا صويص، تمّ مناقشة الوضع الحالي للمسيحية ومستقبلها بالشرق الأوسط.
وأكد النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال خضر، أنّ مستقبل المسيحيين في المنطقة، هو مستقبل جميع الشعوب فيها وأنه وجود أساس وليس أقلية، مشدّدًا على الرسالة الروحيّة والإنسانيّة التي تحملها الكنائس قائمة على الرجاء، وعلى العمل والتعاون مع الجميع رغم كلّ التحديات.
وقال رئيس جامعة القديس جورج في بيروت الدكتور طارق متري، إنّ مستقبل المسيحيين بمنطقة الشرق الأوسط لا يعتمد فقط عليهم وعلى إسهاماتهم، بل أيضًا على اهتمام إخوتهم المسلمين، مشيراً إلى صور جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي تعتبر دليلاً على العهد بين أبناء الوطن والذي يقوم على عهد الوطن وعهد المواطنة.
وخلال الجلسة الثانيّة التي أدارتها مديرة البرامج بمركز عمان للسلام والتطوير فرح بدور، تناول المشاركون وضع المسيحيين في فلسطين والقدس تحديدًا، وقال خلالها النائب السابق بالمجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور برنارد سابيلا، إن أعداد المسيحيين في فلسطين بإنخفاض مستمرّ بسبب ممارسات الاحتلال وتبعاته الاقتصاديّة والاجتماعيّة، مؤكدًا أنّ الفلسطينيين يسعون إلى السلام وأنّه لا فرق بين المسيحيين والمسلمين بفلسطين وأن الطرفين يعانون من الاحتلال ويتطلعون إلى قيام دولتهم الفلسطينيّة المستقلة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير