النجار: نعمل على قانون للصناعات الثقافية

{title}
أخبار الأردن -

 

كشفت وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، عن أن الوزارة ستصدر أول قانون للصناعات الثقافية، وهو من أهم المشاريع التي تعمل عليها الوزارة حالياً.
 
ووفق ما ذكرت النجار في حوار مع صحيفة "النهار العربي" اللبنانية، أن القانون سيرى النور خلال عامين، مشيرة إلى أنه سيركز على أن تكون الثقافة مدخلاً رئيسياً من مدخلات الدخل القومي.
 
ولفتت النجار إلى أن القانون سيكون مرتبطاً بالنظام التربوي والثقافي، الاجتماعي، السياحي، وكل مجالات الحياة، قائلة "نريد للأردن أن يكون منتجاً آمناً اجتماعياً ومبدعاً ونقدياً".
 
وبحسب المطالعة القانونية لمشروع القانون، فإن الصناعات الثقافية تعني تشييء الفعل الثقافي وجعله سلعة تجارية خاضعة لنظام السوق (العرض/ الطلب) والربح والخسارة.
 
ولذلك لا بد من تقديم تشريعات لحماية هذه الصناعات حتى تتمكن من تعزيز الهويات المحلية، وتوفير فضاءات حيوية من أجل أن يكون لها دور أكبر في التنمية والتطور الاقتصادي. 
 
وعلى رغم أن أحد أهم العوائق أمام هذه الصناعة، أنها مرتبطة بالثقافة، وينظر إليها كتراث روحي محكوم بمنظومة أخلاقية تعوّق تطور المنتج الثقافي على شكل سلعة، بحسب ما جاء في المطالعة، إلا أن النجار تقول إن مشروع القانون متبنى على أعلى مستوى، وسيُعمل عليه بالتعاون مع أكثر من جهة. 
 
وتؤمن الوزيرة بأن الفعل الثقافي لا يعيش بعزلة عن الفعل التربوي والسياحي واليومي والقيمي، وتقول: "نرى الثقافة بمنحى شمولي ومتكامل ومنفتح على كل ما يتصل بالتنوع والتعددية". 

 

وكانت وزارة الثقافة الأردنية قد أطلقت أمسيات ثقافية مسرحية وفنية خلال شهر رمضان الماضي، بالتعاون مع وزارات الشباب والتنمية الاجتماعية والداخلية والأوقاف، ولاقت تفاعلاً كبيراً من الأردنيين، وخصوصاً في محافظة إربد التي اختارتها اليونسكو لتكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2022. 
 
لكن ثمة من عارض تلك الاحتفالات، وكان رد النجار أن ذلك جزء من التعددية، وقبول الأصوات الناقدة "شكل من أشكال الانفتاح على وجهات النظر المختلفة، وهو ما يعكس طبيعة الأردن المتنوعة بالخلفيات الثقافية لدى مواطنيها"، مضيفة أن هذا الأمر "سياق طبيعي للعملية الثقافية التي تحتوي كل وجهات النظر، مع الحفاظ على القيم والمبادئ الأساسية المشتركة". 

 

جرش 36 
وكجزء أساسي من تاريخ الأردن وحاضره، تحدثت النجار عن عودة مهرجان جرش بنسخته الـ36 بحلة جديدة، وانفتاح أكبر على الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية، وذلك بعد عامين من القيود التي فرضتها كورونا على المهرجان الذي اعتاد أن يفرش مساحة ثقافية للأردنيين، واقتصادية لأبناء منطقة جرش والمناطق المجاورة. 
 
وكالمعتاد، ستكون مدرجات جرش مساحة للأصوات الفنية لنجوم من الأردن والعالم العربي، وبالإضافة إلى ذلك ستكون ساحات المدينة الأثرية منصة للصناعات اليدوية والحرف الفنية التي تساعد في التنمية الاقتصادية للعديد من العائلات المشاركة في البازارات من ضمن المهرجان.
 
وهذا العام، سيكون مهرجان جرش مسؤولاً عن تدريب بائعي الحرف اليدوية والصناعات المنزلية على الإنتاج بنوعية وكفاءة عالية، حتى تصير منتجاتهم مستدامة، وذلك بالتعاون مع الوزارات المعنية والمجتمع المدني، "هنا تصبح الثقافة منتجاً اقتصادياً وليست عبئاً"، تقول النجار لـ"النهار العربي". 
 
 تكريم "عرار"
اعتمدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل "عرار" رمزاً عربياً للثقافة لعام 2022، عملاً بقرار مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي في دورته الثانية والعشرين، الذي بموجبه تم اعتماد توصية اللجنة الدائمة للثقافة العربية بشأن اختيار رموز الثقافة العربية.
 
وقالت النجار إن "اعتماد شاعر الأردن عرار، رمزاً وعنواناً للثقافة العربية، يعدّ تكريماً للمبدعين الأردنيين، ويحرّض الأجيال من الشعراء والأدباء على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ونحن نعبر المئوية الثانية من تأسيس الدولة الأردنية، ويتزامن مع اختيار مسقط رأس الشاعر إربد العاصمة العربية للثقافة، ويؤكد ما يحظى به الأردن ومبدعوه من حضور وإرث في الثقافة العربية على امتداد الوطن العربي".

 

وانعكس اختيار "عرار" على الأردن وما يقدمه تجاه شاعره، إذ أعدت وزارة الثقافة مجموعة من الأنشطة، بالتعاون مع كرسي "عرار" للدراسات الثقافية والأدبية في جامعة اليرموك. "نفكر بعرار كنموذج لمفكر وشاعر أردني نتعلم منه ونجدده"، توضح النجار، لافتة إلى أن بيته في مدينة إربد هو صرح ثقافي لتخليد ذكراه، و"سيكون متحفاً حياً يحتوي على مجسم لعرار وصوره وشعره بصوت ناطق"، بالإضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي باسمه، من قبل وزارة الثقافة، يساعد الباحثين والباحثات على دراسة حياة عرار كنموذج أردني وعربي. 
 
"دور الأردن اليوم أن يكون عرار في ذاكرة الشباب الأردني، وتعمل وزارة الثقافة على هذا الأمر من خلال التفكير بدمجه أكثر في المناهج الدراسية"، تختم النجار.
تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير