المياه: الصيف الحالي حرج.. وخبراء: الحلول موجودة

{title}
أخبار الأردن -

قال المتحدث باسم وزارة المياه، عمر سلامة، إن هذا الصيف سيكون حرجًا كما كان في السنوات السابقة من حيث إمدادات المياه.

وبحسب سلامة، فقد عانى الأردن دائمًا من انخفاض كميات المياه وزيادة الطلب عليها، ولكن منذ ذلك الحين، أصبحت كمية مياه الشرب في السدود محدودة، ويزداد العبء في فصل الصيف.

وأشار سلامة إلى أنه من المحتمل أن تشهد بعض المناطق الأردنية نقصا في المياه، إلا أن الوزارة مستعدة تماما للتعامل مع الوضع، ولديها خطط فعالة قائمة، دون الخوض في تفاصيل هذه الخطط.

وعزا نقص المياه إلى عدة عوامل منها قلة التخزين وانخفاض كمية المياه الجوفية وارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن عودة الأمور إلى طبيعتها واستئناف الأنشطة في مجال الصناعة والسياحة عقب تفشي الوباء أدى إلى زيادة الطلب على المياه، ولفت إلى أنه ينبغي إضافة العدد الكبير من الأشخاص الذين عادوا إلى الأردن بعد فترة الوباء.

وقال مدير مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سامي طربيه، إن "هناك دائمًا عجزًا يعادل 20 إلى 25 بالمائة في ميزانية المياه السنوية للأردن، وبالتالي فإن وضع المياه لهذا الصيف سيكون بالتأكيد غير مرضٍ إلى حد ما".

وبحسب طربيه، فإن هذا يعود لأسباب طبيعية، مثل ندرة المياه في الأردن، فضلاً عن الجفاف والتقلبات الجوية المستمرة التي تسببت في ضغوط لا داعي لها على الموارد المائية القليلة المتاحة.

وقال طربيه في الوقت نفسه، إن العدد المتزايد للاجئين يمثل مشقة إضافية "لأنه يتحدى خطط الحكومة من خلال الزيادة السكانية السريعة وغير المتوقعة".

وأضاف أن "ما تحاول الحكومة القيام به من حيث الخطط والمشاريع للسيطرة على الأمن المائي الوطني، مثل مشروع ناقل المياه الوطني ومشاريع حصاد المياه، قد يكون غير كاف، والسبب في ذلك كله يرجع إلى محدودية موارد الأردن".

ولفت إلى أن "المشاريع المتعلقة بالمياه تتطلب دائمًا بنية تحتية كبيرة وتمويلًا كبيرًا لا تستطيع الحكومة توفيره، مضيفًا أن "الاعتماد على التمويل الخارجي غالبًا ما يستغرق وقتًا طويلاً".

وبحسب طربيه، يجب على الحكومة تنفيذ حلول طويلة الأمد لتنظيم الوضع المائي، مثل التعاون بين قطاعي المياه والزراعة، وحل مشكلة الفاقد المائي.

من جهتها، قالت الباحثة وخبيرة المياه منى هندية إن العجز المائي المستمر في الأردن مشكلة قديمة جدًا وتتطلب حلولًا مستدامة لأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأمن الغذائي.

وأضافت هندية: "تلعب الأسباب الطبيعية دورًا مهمًا في ندرة المياه هذه ، لكن سياسات وبرامج الحكومة لها التأثير الأكبر على هذا القطاع" ، موضحة أن "الحكومة لا تستخدم الموارد الحالية بشكل صحيح، واستغلالها الذكي سيأخذ الأردن إلى مستوى أعلى من الاكتفاء الذاتي".

وتعتقد هندية أن هناك العديد من الحلول المستدامة للمشكلة، مثل استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل محطات تحلية المياه وتنقية المياه، وتقليل الاعتماد على المشتقات النفطية، والاستفادة من التعاون الدولي للحصول على التمويل الكافي لاستكمال المشاريع الضخمة التي بدأتها الحكومة ولكن لم تكتمل.

وأوضحت أنه من المهم الاعتماد على المتخصصين في مجال هندسة المياه والمياه في هذه المرحلة، وهم قليلون للغاية في الأردن ، مضيفة أن "الأمر يبدأ بتوفير تخصصات جامعية في مجال المياه".

وأثنت هندية على الحكومة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي من خلال تحديث المواصفات والمعايير الخاصة بإعادة استخدام المياه العادمة، مشيرة إلى أن الأردن يستفيد فقط من 68 بالمائة من هذه المياه، في حين أن "مثل هذا المشروع سيوفر 80 بالمائة إلى 90 بالمائة من هذه المياه لاستخدامها في مختلف القطاعات".

وقالت: "علينا أن نبدأ في التفكير في الإجابات بطرق غير تقليدية، وإلا فلن نتقدم أبدًا إذا واصلنا استخدام نفس الأفكار التي استخدمناها منذ عقود".

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير