هل شعرت يومًا أنّك تسقط وأنت نائم؟.. إليك السبب
كم مرةً استيقظتَ فيها فجأة على انتفاضٍ في جسمك بعد أن شعرتَ أو رأيتَ في منامك أنّك تسقط؟
ربّما سألتَ نفسك حينها عن سبب هذه الحالة، لكنّك ما لبثتَ أن استعذتَ بالله وأكملتَ نومك ونسيتَ الحادثة تمامًا إلى أن عاود حدوثها في ليلةٍ أخرى.
تدعى هذه الحالة بـ "النفضة النومية Hypnic Jerk". وحتى تزيد ثقافتك معنا، سنتحدث في هذا المقال عن النفضات النومية وأسبابها وسنرى هل هي حالة تستدعي القلق وكيف يمكن تجنبها، فلا تعلم متى تحتاج هذه المعلومات إن حصلت لك أو لقريب.
تتكون النفضات النومية من تقلصات عضلية تصيب كل عضلات الجسم أو معظمها، وذلك في بداية النوم أو في فترة النوم الخفيف، وتترافق في كثيرٍ من الأحيان مع الإحساس بالسقوط، أو الإحساس بضوءٍ ساطع يأتي من داخل عينيك أو رأسك، أو الإحساس بصوتٍ صاخب يأتي من داخل رأسك، أو رؤية حلم أو هلوسة. وقد تحدث الإحساسات المذكورة حتّى في غياب النفضات النومية.
وإذا حدثت النفضات النومية بشكلٍ متكرر في بداية النوم فإنها تُدعى بالنفضات النومية المكثفة Intensified hypnic jerks وقد تتسبب في إحداث الأرَق.
متى يمكن أن تحدث لي؟
تصيب النفضات النومية فئةً واسعةً من البشر؛ إذ تُقدَّر نسبة انتشارها ب ٦٠ - ٧٠%، كما أنها تصيب الجنسين معًا على حد سواء وبكل الأعمار. وإن كنت شديدَ الملاحظة فربما لاحظتَ من قبل أنّ هذه الحالة تزيد في ظروف دون أخرى؛ وذلك بسبب وجود بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث النفضة النومية، وهذه العوامل هي:
- القيام بجهد جسدي شديد أو تمارين رياضية.
- الإفراط في استهلاك الكافيين والمنبهات الأخرى.
- الحرمان من النوم.
- المرور بشدّة عاطفية (نفسية).
لكن تلك العوامل لم تُجِبنا على سؤال: لماذا تحدث النفضات النومية أصلًا؟
تقترح إحدى النظريات أنه بما أن هذه المرحلة من النوم تُعَد خفيفة فإن الدماغ قد يخطئ في تفسيرها ويظنّ أنها يقظة وليست نومًا، وفي الوقت نفسه يميّز عدم حركة العضلات، فيرسل الدماغ رسالةً إلى العضلات ليوقظها أو ليُبقيها فعالة أو ليعيد تفعيلها كوسيلة للوقاية والتأكد من أنّ كل شيء على ما يُرام، فتحدث النفضة العضلية. ويقترح البعض أنّ السبب هو حدوث تأخر في تراجع نشاط أماكن معينة من جذع الدماغ (brainstemreticular formation) -وهي منطقة من الدماغ مسؤولة عن الوعي- أثناء انتقال المرء من اليقظة إلى النوم.
عمومًا يبقى ما سبق مُجرد مُقترَحات.
بقي الآن مسألةٌ أخيرة: هل تستدعي القصة قلقاً أو تتطلب علاجًا؟
تعدّ هذه الحالة طبيعية ولا يوجد داعٍ للقلق، ولا يوجد علاج مخصص للنفضات النومية أو الشكل المكثف منها. ولكن يُنصَح عمومًا بتجنب الكافيين والمنبهات الأخرى، وتجنب الشدة الجسدية والعقلية، والاسترخاء.
ولا يوجد حاجة للعلاج الدوائي إلا في حال ترافقها مع الأرق. وقد يُجرَّب دواء كلونازيبام في الحالات الشديدة ولكن لا توجد بيانات مدروسة كافية عنه.