العراق.. عاصفة ترابية جديدة تتسبب بألف حالة اختناق
أصيب أكثر من ألف شخص في العراق، إثر عاصفة ترابية جديدة، حيث عم الغبار والأتربة سماء العاصمة العراقية بغداد ومناطق أخرى في البلاد وصولاً إلى أربيل، ما دفع السلطات إلى إغلاق الإدارات الرسمية وتعليق حركة الملاحة الجوية موقتاً.
ووفق المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، فقد تم معالجة أكثر من ألف شخص في المستشفيات تعرضوا للاختناق بسبب الرمال.
وفي الكويت، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني أنّ حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي استؤنفت بعدما توقّفت لثلاث ساعات بسبب العاصفة الترابية.
وفي السعودية، وصلت ثاني عاصفة ترابية في أقل من أسبوع الرياض مساء الاثنين لتحجب الرؤية عن أهم معالم العاصمة ومنها برج المملكة العملاق.
وحذّر الدفاع المدني السعودي سكان الرياض والمناطق المحيطة بها من استمرار العاصفة وما يصاحبها من غبار وأتربة حتى التاسعة من مساء الاثنين على الأقل.
بدأت العاصفة الترابية في العراق ليل الأحد مع توقع أن تزول تدريجًيا. وبالفعل بدأ الغبار بالتراجع بعد ظهر الاثنين والأجواء بالتحسن.
وكان سكان العاصمة قد استيقظوا الاثنين على طبقات من الغبار تغطّي منازلهم وسياراتهم، فيما كان مستوى الرؤية متدنيًا في الشوارع والطرقات التي خلت تقريباً من المارة، كما لاحظ صحافي في فرانس برس.
وتسببت عاصفة أخيرة مماثلة ضربت العراق قبل أسبوع واحد فقط بإغلاق المطارات والإدارات العامة كذلك وتعليق الامتحانات، فيما أصيب نحو 10 آلاف شخص بحالات اختناق خلال العاصفتين الترابيتين الأخيرتين.
استباقاً للعاصفة الترابية، طلبت رئاسة الوزراء في بيان مساء الأحد "تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية، عدا الدوائر الصحيّة والأمنيّة والخدميّة" الاثنين، وذلك "بسبب سوء الأحوال الجوية، ودخول موجة من العواصف الترابية الشديدة إلى مناطق متفرقة من العراق".
وأعلن مطار بغداد الدولي في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية عن استئناف الرحلات الجوية ظهر الاثنين بعد تعليقها "بسبب العواصف الترابية ووصول مدى الرؤية إلى 400 متر".
وبعد استئناف رحلاته الجوية في وقت سابق الاثنين، أعلنت إدارة مطار أربيل الدولي، إيقاف الرحلات الجوية للمرة الثانية بسبب عودة الغبار الكثيف.
وقالت الإدارة في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "تقرر ايقاف الرحلات الجوية في مطار أربيل الدولي بسبب تصاعد غبار كثيف". وأضافت، أن "الرحلات ستستأنف في حال تحسن الحالة الجوية".
وأصبحت العواصف الترابية ظاهرةً متكررة بوتيرة متصاعدة في العراق خلال الشهرين الأخيرين، مع حلولها بشكل أسبوعي تقريباً.
ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر، فالعراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف الخمسين درجة مئوية.
وحذر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى "272 يوماً في السنة لفترة عقدين". ورجح "أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050".
وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة أشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية بحسب الوزارة.