العياصرة: الولايات المتحدة هي الحليف الاستراتيجي المهم للأردن
قال النائب عمر العياصرة إن الأردن يقف حاليا في مكان مريح من حيث علاقته مع الولايات المتحدة، مقارنة بالآخرين، والأردن أصبح مرتاحا بوجود إدارة الديمقراطيين والرئيس الأميركي جو بايدن.
وأشار العياصرة، خلال استضافته في برنامج "ستون دقيقة" على شاشة التلفزيون الأردني، مساء اليوم الجمعة، إلى أن الحميمية في لقاءي جلالة الملك عبد الله الثاني وبايدن مهمة، فهي تعطي نوعا من الثقة في أداء الأردن وأنه لم يفقد دوره بالمنطقة، كما أنها تبث رسائل في المنطقة بأن الولايات المتحدة تدعم نوعا ما "الموقف الأردني".
وأكد أن الولايات المتحدة هي الحليف الاستراتيجي المهم للأردن، في ظل ما يجري بالمنطقة، وهذا يعزز ثقتنا- على أقل تقدير- في مواقفنا من الملفات الرئيسية؛ بما فيها ملف القضية الفلسطينية.
وبين العياصرة أن التحركات الملكية المستمرة وزيارة الملك الأخيرة لأميركا مهمة، خصوصا وأن بايدن سيزور المنطقة، فيما وضع جلالته على طاولة بايدن أجندة الإقليم برواية الأردن قبل أن يُقدم الأخير على المنطقة.
وتابع: وضع جلالته التصور الأولي على طاولة بايدن، وها مهم ومؤثر، كما جاء في سياقات تتعلق بالمشهد الفلسطيني؛ بما في ذلك اغتيال شيرين أبو عاقلة، وما أحدثه من ضجيج لدى الإدارة الأميركية من حيث السلوك الإسرائيلي تحديدا.
ولفت العياصرة إلى أن الملك تحدث عن الكثير من الملفات خلال الزيارة الأخيرة؛ مثل المسألة العراقية والمسألة السورية، وغيرها من القضايا، وهذه التحركات ستترك انطباعا أوليا لدى الإدارة الأميركية عن المنطقة.
من جانبه، قال النائب السابق محمد الحجوج إن القمة الأولى بين الملك وبايدن عُقدت بتاريخ 21 تموز (يوليو) 2021، وكانت قمة متميزة، خصوصا وأن الملك كان الزعيم الأوحد على الصعيد العربي الذي يلتقي بايدن، والذي أبدى بدوره دعمه للأردن.
وتابع الحجوج خلال استضافته في البرنامج، أن القمة الثانية التي عُقدت مؤخرا جاءت بملفات مهمة؛ تشمل ملف القضية الفلسطينية وملف القدس وملف الإصلاح الداخلي في الوطن، وفي نطاق العلاقات الدولية، كانت القمة الأخيرة ناجحة بامتياز.
وأضاف: لسنا مساندين للقضية الفلسطينية، بل نحن شركاء بها وبقضية القدس والحدود؛ لذلك فإن حجم التحركات الذي تقوم به الدولة الأردنية ليس أمرا حديثا، ولا يقتصر على اللقاءات فقط.
وأوضح الحجوج، أن بايدن عندما يتحدث بدعم حل الدولتين فيما يتعلق بالصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، وضرورة الحفاظ على الوضع القائم فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في الحرم المقدسي الشريف، والدور الحاسم للدولة الأردنية كوصي على الأماكن المقدسة والأقصى بصورة خاصة، فإن هذا يعني إنهاء كل ما كان يُطرح من قبل إدارة دونالد ترامب.
من جهته، أشار المحلل السياسي الدكتور زيد النوايسة، إلى أن العلاقة الأردنية الأميركية خلال 7 عقود مضت، مرت بمراحل من التوافقات والتقاطع، خصوصا في مرحلة الجمهوريين.
وأضاف النوايسة خلال استضافته في البرنامج: منذ التسعينات هناك تعاون أمني وعسكري واستخباري مع الولايات المتحدة، وكان الأردن دائما يقدم حقائق استخبارية أفشلت العديد من العمليات الإرهابية، ومنها ما استهدف الولايات المتحدة.
وأكد أن نمو العلاقات الثنائية في الجانب العسكري مهم جدا، كما أن الأردن ثالث متلقٍّ للدعم المالي المباشر من الولايات المتحدة، وهذا يعكس أهمية الدور الأردني في المنطقة.
وتابع النوايسة: علينا أن نكون واقعيين ولا نذهب لأقصى درجات التفاؤل من حيث العلاقات الأردنية الأميركية والإدارة الجديدة، فهناك أولويات للولايات المتحدة، بما فيها قضاياها مع روسيا والصين والأزمة الأوكرانية.
وبين أن المشهد الفلسطيني معقد على الصعيد الداخلي، والأولويات في العالم العربي بمعزل عما هو معلن، ولم يعد هو ذاته، وفي السابق طرح العرب مبادرتهم لتسوية تاريخية تضمن قيام دولة مستقلة، خلال قمة بيروت عام 2002، إلا أن الآن لم يبق سوى عدد من الدول لم تُقِم علاقات مع "إسرائيل"، "ومشوار التطبيع يذهب إلى درجات متقدمة".
ولفت النوايسة إلى أن الولايات المتحدة لديها شراكة استراتيجية وتاريخية مع دولة الاحتلال، وبالتالي فإن "إسرائيل" لاعب في المشهد الداخلي الأميركي.