هل الحلويات تجعلنا نهرم أسرع؟
في ظل خوف الناس من مظهر الشيخوخة وتجاعيدها ونفورهم منها، يتم تسويق الكثير من المنتجات ويتم الترويج لعمليات التجميل لإخفاء علامات الشيخوخة، ولكن هل هناك عوامل تسرّع من مظهر الشيخوخة في حياتنا اليومية ولا ننتبه لتجنبها؟
في الحقيقة هناك الكثير من العوامل ومنها "السكر المضاف"
فلنتابع سوياً في هذا المقال لنعرف: لماذا؟ وكيف؟
يتأثر الجلد بحدوث الشيخوخة، فمع مرور الوقت يصبح الجلد أكثر جفافاً، ويصبح أرقّ، وتظهر التصبغات، وتقل المرونة، إلى جانب ظهور التجاعيد.
ولكن كيف يؤثر السكر على الجلد؟
إن تأثير السكريات على شيخوخة الجلد محكوم بفعل بسيط؛ يتمثل في حدوث ربط بين ليفين من ألياف الكولاجين، مما يجعل كليهما غير قابل للإصلاح بسهولة.
حيث يرتبط الغلوكوز والفركتوز ارتباطاً تساهمياً (وهي رابطة قوية) مع الأحماض الأمينية الموجودة في ألياف الكولاجين والإيلاستين (وهي الألياف التي تدعم أدمة الجلد) فتنتج مركبات تسمى اختصاراً AGEs.
إذاً أحد أسباب الشيخوخة هو ظهور "المنتجات النهائية لعملية الغلكزة" (AGEs)، هذه المركبات تظهر نتيجة تفاعل الغلكزة.
وهو تفاعل لا إنزيمي بين السكر ومجموعات أمينية حرة من الحموض الأمينية الأرجنين والليزين في البروتينات (لا يحدث هذا التفاعل في الجلد فقط، بل أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم، وينتج عنها بعض الاعتلالات المتعلقة بمرض السكري).
وكما هو متوقع، فإن هذه العملية تتسارع في جميع أنسجة الجسم عندما يرتفع السكر، كما يتم تحفيزها بشكل أكبر بتعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية.
*لكن كيف لهذه المواد أن تترك كل هذا الأثر السلبي؟
إن AGEs تؤثر سلباً بعدة طرق منها:
(1) إن تراكم AGEs في المطرس خارج خلوي والربط المتبادل بينها وبين ما فيه من ألياف مثل الكولاجين يتسبب في انخفاض مرونة النسيج الضام.
(2) تحدث تعديلات للبروتينات داخل الخلية، مما يمنعها عن أداء وظيفتها الطبيعية.
(3) كما أنها تؤدي لتحفيز مسارات الإشارات الالتهابية وتوليد مركبات الأوكسجين التفاعلية ROS وموت الخلايا المبرمج.
*والسؤال الآن هل تتشكل هذه المواد فقط إذا كنا نكثر من السكريات المضافة؟
كشفت الدراسات الحديثة أن طرقًا معينة لإعداد الطعام (مثل الشوي والقلي والتحميص) تنتج مستويات أعلى بكثير من مركبات AGES من طرق الطهي القائمة على الماء مثل السلق والتبخير.
إذاً ما الحل الآن ؟ هل نقطع السكر؟ قد يكون ذلك صعباً أمام قطعة كيك مغطسة بالشوكولا، أليس ذلك؟
من غير الممكن أن نتوقف عن تناول السكريات مطلقاً، إلا أنه ينبغي علينا الالتزام بالقدر المسموح به منها.
يوصي الأطباء بأن نسبة السكريات المضافة للأطعمة أو الموجودة بشكل طبيعي في العسل والعصائر والفواكه والخضراوات يجب ألا تتعدى 5% من السعرات الحرارية التي نحصل عليها يومياً.
ماذا يعني ذلك؟
يعني أن المقدار المسموح به للبالغين ليس أكثر من 30 غ يومياً، أي "ما يعادل 7 مكعبات من السكر تقريباً."
والأطفال (بين 7 و10 سنين) يسمح لهم فقط ب 24 غ أي 6 مكعبات من السكر فقط.
ولك أن تتخيل مقدار ما نتناوله من السكر يومياً دون أن نعلم من خلال الأغذية المصنعة، فمثلاً علبة الكولا الواحدة تحوي 9 مكعبات من السكر أي أكثر من الحد اليومي المسموح به للبالغين!
ما هي الأطعمة التي تحوي السكر المضاف والتي يجب أن نقلل منها؟
السكر المضاف والذي يوجد في الأطعمة مثل الحلويات، الكعك، البسكويت، الشوكولا، المشروبات الغازية والعصائر، ينبغي خفض استهلاكها.
أما الأطعمة التي تحوي السكر الطبيعي مثل الفواكه والخضراوات والحليب فلسنا بحاجة إلى التقليل منها لسبب الهرم، لكن طبعًا هي سكريات، وكثرة السكر لها تأثيرات أخرى غير التجاعيد.
في الختام نذكركم بأن روح الشباب وهمته أهم بكثير من مجرد مظهر الشباب، وقد يكون رجل في السبعين لديه همة الشباب، وشاب لا يملك نصف هذه الهمة.. وأن الاهتمام بجمال القلب أولى من الاهتمام بجمال مظهر الجسد (ولا نعني إهماله).