إسرائيل ورطت الإعلام الأردني بخبر ملفق
قال مؤسس مجلة "المراسل" للصحافة البحثية في واشنطن، الصحفي عماد الرواشدة، إنّ الضجيج الذي رافق تداول خبرٍ منسوب لصحيفة معاريف الإسرائيلية حول وقف تزويد الأردن بخمسين مليون متر مكعب من المياه، يعكس خللًا في الوعي الإعلامي العربي، يقوم على تضخيم أي خبر سلبي بمجرد نسبه إلى صحافة إسرائيلية، حتى لو كان منقولًا عنها بالواسطة وبلا أصل يمكن التحقق منه.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية أن مسار انتشار الخبر نفسه يكشف ضعفًا في التعامل مع المصادر؛ فالمواقع العربية نقلت عن موقع تركي، والموقع التركي نقل عن معاريف، بينما الأخيرة تزعم أنها نقلت الخبر عن “مواقع أردنية” لم تسمِّها، وعلى الرغم من ذلك، يُقدَّم الخبر للقارئ العربي بوصفه حقيقةً ثابتة.
ونوّه الرواشدة إلى أنه بحث عن هذه المصادر الأردنية المزعومة، ولم يجد لها أي أثر، ما يرجح أن الخبر ملفّق بالكامل أو على الأقل مبني على سلسلة من النقل غير المهني.
وأشار إلى أن خطورة الأمر لا تكمن في الخبر ذاته، وإنما في الاستعداد النفسي العربي لتصديق ما يرسّخ صورة الضعف، خصوصًا في قضايا حساسة مثل المياه، التي لطالما استخدمتها إسرائيل كورقة ضغط على الأردن عبر التاريخ، بما في ذلك تصريحات سابقة بعد 7/10، وهذا – برأيه – يرتبط بالسياق الواقعي الذي يعيشه الأردنيون، إذ تصل المياه إلى منازلهم يومًا أو يومين أسبوعيًا منذ سنوات طويلة، في ظل تأخر مشاريع استراتيجية مثل مشروع الناقل الوطني.

