علاقة الجالية المسلمة بقرارات ترامب وتآكل الهوية الأمريكية

{title}
أخبار الأردن -

 

قال أستاذ العلاقات الدولية في واشنطن، الدكتور عصام صيام، إن خبراء السياسة الأمريكية يدركون جيدًا أن حادث الاعتداء الذي نفّذه مهاجر أفغاني ضد أفراد الحرس الوطني قبل أيام لم يكن الدافع الحقيقي وراء سلسلة القرارات "المتسرّعة والمتهوّرة" التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب، والتي استهدفت مواطني نحو تسع عشرة دولة ومنعتهم من الهجرة إلى الولايات المتحدة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ترامب، شأنه شأن الخبراء، يعلم يقينًا أن الحادث - رغم إدانته واستنكاره - كان فرديًا ولا يعكس الجالية العربية والمسلمة في أمريكا، لكنه يدرك أيضًا أن النسيج الاجتماعي الأمريكي يتجه خلال العقدين المقبلين نحو تحول استراتيجي يهدد الهوية الوطنية التقليدية، وهو ما يثير قلق الدوائر المحافظة واليمينية.

وبيّن صيام أن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة أكبر مدينة أمريكية تضم أكبر تجمع يهودي في العالم دقّ ناقوس الخطر لدى ترامب وقاعدته المسيحية المحافظة، فممداني - وهو مهاجر لم يولد في الولايات المتحدة - استطاع توظيف قواعد اللعبة الديمقراطية ليصبح رمزًا لمرحلة جديدة من الحضور السياسي للمهاجرين.

واستطرد قائلًا إن مخاوف ترامب لا تتعلق بشخص ممداني وحده، وإنما بالظاهرة التي يمثلها، وبما تحمله من رفض متزايد لسياسات إسرائيل والنخبة الأمريكية التي باتت رهينة لأهواء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ونوّه صيام إلى أن اتساع ظاهرة ممداني، وإلهان عمر، ورشيدة طليب يهدد الإرث السياسي الأمريكي التقليدي، خاصة في بلد يُعدّ الداعم الأول لإسرائيل، وقد كشف ذلك بوضوح عن نفسه في الانتخابات الأخيرة، حيث فاز المسلمون بـ38 منصبًا قياديًا للمرة الأولى في التاريخ، بعد انتقالهم من هامش السياسة إلى قلبها.

وتابع أن قدرة هذه القيادات على التأثير في النخب الأكاديمية وتحريكها ضد الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل باتت مصدر قلق حقيقي لترامب ودائرته "اليمينية المتشددة"، خصوصًا مع تزايد حضور الجاليات العربية والمسلمة في ولايات محورية مثل مينابوليس وغيرها.

وأضاف أن الخطوات غير المسبوقة في سياسات الهجرة ليست سوى محاولة استباقية لمنع بروز شخصيات مشابهة قد تُعيد رسم اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصًا في ما يتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي.

وأشار صيام إلى أن ترامب يشعر بأنه يخوض سباقًا مع الزمن للحفاظ على الهوية البيضاء – المسيحية في الولايات المتحدة، وضمان بقاء المناخ السياسي مهيأ لصالح إسرائيل.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية