المرشحون لمنصب حاكم غزة... والإعلان قريب
قال الصحفي الفلسطيني من غزة وسام عفيفة إنّ قطاع غزة يقف اليوم أمام أكبر عملية إعادة تشكيل سياسي وإداري منذ عام 2005.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ما يجري خارج حدود القطاع من اتصالات إقليمية ودولية يتجاوز بكثير ما تظهره هدنة الأيام الحالية.
وبيّن عفيفة أن سلسلة لقاءات متسارعة تجري بين واشنطن وعدد من العواصم العربية والدولية، يشارك فيها أيضًا فلسطينيون على تماس مباشر مع مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحًا أن ما تسرّب من هذه النقاشات يشير إلى أن الخطة الأميركية الخاصة بـ"اليوم التالي لغزة" أصبحت شبه مكتملة، وأن الإعلان عنها متوقع قبل عطلة عيد الميلاد، وفق ما كشفه مسؤولون أميركيون وغربيون لموقع Axios.
وأشار إلى أن الهيكلية المقترحة تقوم على معادلة واضحة عنوانها خروج الجيش الإسرائيلي من غزة مقابل خروج حماس من إدارة القطاع، لافتًا إلى أنّ الدول المنخرطة في هذه الخطة - وفي مقدمتها الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا والإمارات والسعودية - اتفقت على نموذج حكم متعدد المستويات يشمل مجلسًا للسلام، ومجلسًا تنفيذيًا دوليًا، وحكومة تكنوقراط فلسطينية.
ونوّه عفيفة إلى إن "مجلس السلام" سيكون المرجعية العليا للعملية الانتقالية، ويرأسه الرئيس دونالد ترامب، ويضم نحو عشرة قادة من الدول المانحة، بينما سيتولى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير رئاسة المجلس التنفيذي الدولي الذي يضم مستشاري ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إلى جانب ممثلين كبار من الدول المشاركة.
وأضاف أن الخطة تنص على تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تتكون من 12 إلى 15 شخصية ذات خبرات إدارية وتجارية، لكنها ستكون محدودة الصلاحيات وخاضعة لإشراف مباشر من المجلس التنفيذي الدولي، مؤكدًا أن هذه الحكومة ليست سوى جزء من هيكلية أكبر وأشد تعقيدًا.
وأشار عفيفة إلى أن أخطر عناصر الخطة هو استحداث منصب "حاكم قطاع غزة" (Governor)، وهو منصب يحمل السلطات التنفيذية اليومية ويمثل نقطة الارتكاز بين الإدارة الفلسطينية والمجلس الدولي، موضحًا أن واشنطن تلقت توصيات فلسطينية تدعو لأن يكون الحاكم شخصية مستقلة تحظى بقبول داخلي وإقليمي.
ولفت إلى أن أسماء مثل سامر خوري وبشار المصري مطروحة بقوة في النقاشات المغلقة، إلى جانب شخصيات أخرى تنشط في بناء قنوات تواصل داخل غزة ومع الدوائر الدولية.
ونوّه عفيفة أن الترتيبات الأمنية المقترحة تتضمن إنشاء قوة استقرار دولية مختلطة تمنع الاعتداءات، وتضبط الأمن المدني، مشيرًا إلى معلومات حول نية تركيا إرسال نحو 2000 جندي من شمال قبرص، مع إمكانية مشاركة دول أخرى كإندونيسيا ودمج عناصر أمنية فلسطينية محلية.
واستطرد قائلًا إن واشنطن تسعى إلى تجهيز جميع مكونات الخطة مجلس السلام، والمجلس التنفيذي، والحاكم، وقوة الاستقرار، والحكومة التكنوقراطية، ثم عرضها على حماس وإسرائيل بصيغة "حزمة واحدة"، على أن يكون الإعلان الرسمي قريبًا ما لم تظهر عقبات جديدة.
وتابع عفيفة أن العقدة الأكبر تتمثل في قابلية المجتمع الغزّي لقبولها، متسائلًا عن كيفية استقبال الغزيين لهيكلية حكم تتداخل فيها المرجعيات الدولية والإقليمية، وهل ستبدو لهم مخرجًا من الفوضى أم وصاية جديدة تُفرض عليهم؟،
كما تساءل عن موقف نتنياهو وإمكان تمرير هذه الرؤية في ظل حساباته الضيقة، وعن قدرة أي نظام حكم ثقيل ومرتبط خارجيًا على الترسخ في منطقة اعتادت قلب الطاولة حين تُفرض عليها معادلات من دون رضاها.
واختتم قائلًا إن "اليوم التالي لغزة" ما يزال حتى اللحظة مجرد تصور نظري جاهز، ينتظر لحظة الإعلان… لكن الصوت الأكثر غيابًا في كل هذه الهندسة ما يزال هو صوت الفلسطينيين أنفسهم.

