الطراونة يحذر: الإنفلونزا تهديد صامت في الأردن بلا بيانات دقيقة
أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية، أن الإنفلونزا ليست مجرد نزلة برد عابرة، بل هي مرض فيروسي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والأطفال الصغار.
وأوضح الطراونة أن الدراسات العالمية وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة تشير إلى أن الإنفلونزا تتسبب سنويًا في آلاف حالات الدخول إلى المستشفيات ومئات الوفيات، ما يعكس خطورتها على الصحة العامة.
وفيما يتعلق بالوضع المحلي، أعرب الطراونة عن قلقه من غياب البيانات الوطنية الدقيقة في الأردن حول عدد الإصابات التي تستدعي دخول المستشفيات أو الوفيات الناتجة عن الإنفلونزا، إضافة إلى عدم وجود تقديرات واضحة لحجم العبء الاقتصادي الذي يسببه المرض.
وانتقد غياب التحرك الاستراتيجي المبني على معطيات واضحة، مشيرًا إلى أن نقص البيانات يجعل من الصعب على السلطات الصحية تقدير حجم الخطر أو تحديد الفئات الأكثر عرضة فعليًا، وهو ما يعيق التخطيط الفعّال لبرامج التطعيم الموسمي أو تجهيز المستشفيات لاستقبال الحالات الحرجة.
وشدد الطراونة على أن الوقاية ممكنة عبر التطعيم الموسمي والالتزام بالإجراءات الصحية الأساسية مثل غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال، لكنه أكد أن هذه الإجراءات لن تكون كافية دون وجود نظام وطني لرصد الإنفلونزا.
ودعا الجهات الصحية إلى التحرك العاجل لإنشاء نظام شامل لتسجيل الحالات ومتابعة المضاعفات وقياس تأثير المرض على المستشفيات والمجتمع بشكل منتظم، محذرًا من أن غياب هذه الأرقام يجعل الإنفلونزا "تهديدًا صامتًا" لا يمكن الاستعداد له بالشكل الصحيح.
