الكلالدة: المزاريب بريئة.. والأمانة تستخف بعقول الناس
أكد مستشار العمارة والتصميم الحضري، مراد الكلالدة، أن عمر العاصمة عمان الحضري يزيد على مئة عام، وكان يفترض أن تكون قادرة على استيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار والاستفادة القصوى منها.
وأشار الكلالدة، لإذاعة حياة اف ام، إلى أن العاصمة أثبتت ذلك عمليًا خلال الهطول الأخير، حيث تمكنت من استيعاب الأمطار دون تسجيل فيضانات في وسط البلد، رغم كونه المصب الرئيسي لمياه الأمطار.
واستنكر الكلالدة تفسير أمانة عمان لانفجار أحد المناهل في تقاطع السيفوي بالشميساني، مشيرًا إلى أن ربط مزاريب المباني على شبكة الصرف الصحي، كما ذكر البيان الرسمي، “غير صحيح تمامًا”، لافتًا إلى أن شبكة الصرف الصحي تبعد أكثر من ثمانية أمتار عن مزاريب تصريف مياه الأمطار، وأن المعماريين لا يربطون المزاريب على مناهل الشوارع أساسًا.
وأشار إلى أن إدارة شبكة الصرف الصحي ليست ضمن اختصاص الأمانة، بل تتبع لشركة مياهنا، وأن التفسير الأكثر منطقية للحادثة يعود إلى تهالك الشبكة وتداخل خطوطها، مؤكدًا أن كمية الهطول لا يمكن أن تبرر الانفجار، إذ يمثل وسط البلد مثالًا حيًا على أن الهطولات الغزيرة لا تسبب فيضانات إذا كان التصميم سليماً.
وقال إن حديث الأمانة “يستخف بعقول الناس”، مقترحا نقل ملكية وإدارة شبكة الصرف الصحي إلى سلطة المياه، لحصر المسؤولية ومنع تبادل اللوم بين الجهات المختلفة، معتبرًا أن عدم قدرة الشبكة على استيعاب مياه الأمطار يشير إلى خطأ في التصميم وليس في حجم الهطول.
من جانبه، أكد نائب مدير المدينة لشؤون المناطق والبيئة في أمانة عمان، محمد الفاعوري، أن ربط مزاريب تصريف مياه الأمطار على شبكة الصرف الصحي يزيد الضغط على الخطوط ويحد من قدرتها على استيعاب المياه العادمة أو مياه الأمطار، واصفًا ذلك بـ"نظرية علمية غير قابلة للنقاش".
وأشاد الفاعوري، خلال حديثه لبرنامج "صوت حياة"، بالتنسيق بين مؤسسات الخدمات في الدولة، مشيرًا إلى استعدادات الأمانة ومختلف الجهات خلال المنخفض الأخير، حيث لم تسجل أي إغلاقات، مؤكدًا أن هذا إنجاز مشترك لكافة الأطراف.
وأوضح أن في عمان 50 ألف منهل لتصريف مياه الأمطار، تعمل الأمانة على تنظيفها بشكل دوري على مدار العام، عبر فريق يضم بين 5500 و6000 موظف لضمان استمرارية العمل وفعالية الشبكة.
