العتوم يكتب: إيران تلوّح بالتصعيد قبل قرار حاسم في فيينا

{title}
أخبار الأردن -

 

د. نبيل العتوم

قبل جلسة الأربعاء المرتقبة في مجلس المحافظين، رفعت إيران مستوى التحذير باتجاه الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية في رسالة توحي بأن أي خطوة تصعيدية لن تمرّ بلا رد. فمع تزايد الحديث عن مشروع قرار جديد قد يتضمن لهجة أكثر حدّة تجاه برنامجها النووي، تسعى طهران إلى خلق حالة ردع مسبقة لمنع الأوروبيين والأميركيين من الذهاب نحو قرار يُعدّ الأخطر منذ أشهر. وبرغم أن الترويكا هي من تقود التحرك داخل الوكالة الدولية، إلا أن الإيرانيين يحسبون واشنطن اللاعب الأثقل، لذلك جاءت الرسالة موجهة بوضوح نحوها في محاولة لتقليص هامش المناورة أمامها.

القلق الغربي من "ضربة جديدة" ليس مبالغًا فيه، فإيران لمّحت في أكثر من مناسبة إلى أن أي ضغط إضافي قد يدفعها لاتخاذ خطوات نووية أكثر حساسية، سواء عبر رفع مستوى التخصيب، أو تشغيل أجهزة طرد أكثر تطورًا، أو تقليص تعاونها مع الوكالة. وفي المقابل تواجه الترويكا الأوروبية معضلة معقّدة؛ فهي بين ضغوط أميركية وإسرائيلية لعدم ترك إيران تتقدم بلا ضوابط، وبين خشية حقيقية من أن يؤدي أي تصعيد إلى سدّ باب الدبلوماسية ودفع طهران نحو خيارات لا يمكن التراجع عنها.

ومع ارتفاع الأصوات داخل أوروبا والولايات المتحدة بضرورة تشديد الموقف من طهران، تأتي رسائل الإيرانيين أيضًا كمخاطبة للداخل، في محاولة لإظهار القوة في ظلّ وضع اقتصادي مضطرب وضغط شعبي متزايد. لكنّ حدة الخطاب لا تخفي القلق الإيراني من توازنات دولية تتحرك ضدها، خاصة بعد أن بات الملف النووي أحد أوراق المساومة بين موسكو والغرب على ساحات أخرى.

في المشهد العام، تبدو المنطقة أمام لحظة دقيقة قد تُفتح فيها إمّا أبواب التصعيد النووي، أو فجوة تفاوضية جديدة تُجمّد التخصيب مقابل تخفيف محدود للعقوبات. كل ذلك يتوقف على سطور مشروع القرار الذي سيصدر الأربعاء، وعلى الكيفية التي ستقرر بها إيران الردّ: بتهدئة محسوبة… أم خطوة مفاجئة تهزّ الطاولة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية