الأردن.. السجن لسيدة تفننت في قتل زوجها
أصدرت محكمة الجنايات الكبرى في عمان، قرارا يقضي بسجن سيدة لمدة 20 عاما بالأشغال المؤقتة، بعد إدانتها بقتل زوجها حرقا داخل منزلهما في شمال العاصمة، في واحدة من القضايا التي كشفت تفاصيل صادمة عن عنف أسري متبادل انتهى بجريمة مروعة.
ووفق القرار القضائي، فإن المتهمة أقدمت على فعلتها بقصد الانتقام من زوجها الذي اعتاد ضربها وإهانتها لسنوات طويلة، حيث توصلت المحكمة بعد سماع الشهود وفحص الأدلة إلى أن الجريمة تمت بعد تخطيط مسبق، وأن الدافع كان الرغبة في تعذيب الزوج والانتقام منه.
وأكدت المحكمة أن وقائع القضية بدأت حين عاد المغدور إلى منزله في حالة سكر، وهاجم زوجته بعد مشادة بسبب الطعام، ما دفعها إلى مغادرة المنزل ولجأت إلى بيت أهلها، لكنها عادت لاحقا بعد أن أخبرتها ابنتها أن والدها قد خلد للنوم، وهناك قررت تنفيذ جريمتها.
تفاصيل ليلة الجريمة واعترافات صادمة
وبينت المحكمة أن المتهمة استعانت بابنها الحدث الذي شاركها الجريمة، حيث قامت بضرب زوجها بأداة صلبة على رأسه بينما أقدم ابنها على خنقه بحبل حتى فقد الوعي، ثم سكب الاثنان مادة الكاز عليه وأشعلت الزوجة النار في جسده، وبقيت تراقبه حتى اشتعلت النيران في جسده بالكامل.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم، إن المتهمة لم تحاول إسعاف زوجها، بل غادرت المنزل وأغلقته عليه من الخارج، تاركة إياه يصارع الموت، ثم عادت إلى منزل أهلها وكأن شيئا لم يكن، قبل أن يكتشف ابنها في اليوم التالي أن والده ما زال على قيد الحياة لكنه بحالة حرجة.
وأضاف القرار أن فرق الإسعاف هرعت إلى المكان بعد بلاغ من الجيران، وتم نقل المغدور إلى المستشفى وهو يعاني من حروق شديدة وكسور في الجمجمة وآثار خنق واضحة على العنق، حيث بقي على قيد العلاج عدة أيام إلى أن فارق الحياة متأثرا بإصاباته.
وأكد التقرير الطبي الشرعي أن الوفاة ناتجة عن توقف وظائف الجسم بسبب الحروق الشديدة التي غطت معظم أجزاء الجسد، إلى جانب إصابات الرأس والخنق، فيما أظهرت التحقيقات الجنائية وجود آثار مادة الكاز في مسرح الجريمة وعلى ملابس المتهمة.
وأشار القرار إلى أن المحكمة أخذت بعين الاعتبار الظروف الإنسانية الصعبة التي مرت بها المتهمة، لكنها رأت أن الجريمة تمت بوعي كامل ونية مسبقة، لذا حكمت عليها بالأشغال المؤقتة 20 عاما، معتبرة أن ما قامت به لا يدخل ضمن الدفاع عن النفس بل فعل انتقامي.

