ضربات مفتعلة تخطط لها إسرائيل

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث في العلاقات الدولية والشأن الأمريكي الدكتور كمال الزغول إن الضربات الإسرائيلية تستمرّ عبر محاور المنطقة كلّما استدعت الحاجةُ ذلك؛ ذلك أن المواجهة امتدّت لتطال ساحات وميادين جيوسياسية أوسع من غزة ولبنان، تجسّدًا لإطار استراتيجيّ جديد تبنّته إسرائيل بعد السابع من أكتوبر يقوم على مبدأ الضربة الاستباقية كأداة للبقاء والردع.

ونوّه في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إلى أنه لا يجوز استبعاد سيناريوات أكثر تعقيدًا إذا تغيّرت موازين النفوذ الدولي؛ فغياب أو تغيّر غطاء سياسيّ قويّ مثلما يحصل في مرحلة ما بعد أي إدارةٍ مؤثرة قد يدفع الفاعل الإسرائيلي إلى إعادة ضبط رصيده العملياتي عبر افتعال مواجهاتٍ محدودة أو توسّعية تجري وفق منطقٍ استراتيجيّ يتبنّى الضربة المُبرمَجة كأداة للضغط والسيطرة.

وبيّن الزغول أنه من الممكن توقع تقلباتٍ مفاجئة في السلوك الإسرائيلي، ليس بالضرورة على نحو مواجهاتٍ شاملة، وإنما من خلال انتقائية هجومية دقيقة وممنهجة تستهدف مسارات نفوذٍ أو شبكات لوجستية أو قواعد إسناد، لتُبقي الدولة المعادية في حالة جاهزية دائمة وتفرض بذلك وقائعٍ سياسية وأمنية جديدة على الفاعلين الإقليميين.

واستطرد قائلًا إنه لا يمكن قراءة المشهد بمنطقٍ أحادي؛ فالمعطى الإسرائيلي الراهن يعكس مزيجًا من العزم على الحماية الذاتية والرغبة في إعادة صياغة بيئة أمنية إقليمية تصبّ في مشروعه الاستراتيجي، وعليه فإنّ المواجهة المستقبلية، إن وقعت، ستكون امتدادًا لعملية مدروسة تبنيها تل أبيب عبر أدواتَ عسكرية وسياسية ودبلوماسية متداخلة تهدف إلى ترسيخ موازين قادرة على فرض شروطها - ما يجعل إدراك نواياها واحتواءها مهمةً ملحّة لخصومها وشركائها على حدّ سواء.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية