بني عامر: المال أفسد السياسة وجلب شخصيات رديئة
قال الدكتور عامر بني عامر، مدير مركز الحياة "راصد"، إن النواب والمسؤولين يجب أن يكونوا قادرين على التواصل مع المواطنين وفهم التخصصات المختلفة، مع تطوير معرفتهم القانونية والدستورية لضمان خدمة المصلحة العامة وليس الشخصية.
وأضاف لإذاعة "عين إف إم"، أن عدد النواب الذين يمارسون دورهم الدستوري الحقيقي لا يتجاوز ثلث المجلس (41 نائبًا)، وهم من يقدمون أسئلة واستجوابات، بينما ثلثا النواب معطلون عن العمل ولا يشاركون في قيادة اللجان أو طرح الأسئلة، فيما معظم الأسئلة النيابية ولم تُناقش سوى 5% منها فقط، ما يعكس خللاً في النظام الداخلي وقيوداً على ممارسة الرقابة الحقيقية.
وقال إن من مصلحة الحكومات أن يكون مجلس النواب ضعيفًا، معتبرًا أن الخطأ الأول في الحياة الحزبية هو السماح بوجود 35 حزبًا، رغم أن هدف لجنة التحديث السياسي كان تقليل عدد الأحزاب.
وأضاف أن الجميع سمح لبعض الأشخاص بإفساد الحياة السياسية بالمال، سواء بالصمت أو الاستفادة، معتبرًا أن المال هو من أفسد السياسة، وأن الوجوه الرديئة جاءت بسببه.
وأشار بني عامر إلى أن 62% من النواب غير راضين عن تواصل الحكومة معهم بسبب تجاهل بعض الوزراء للأسئلة، وأن كثيراً من النواب يواجهون ضغوطاً اجتماعية للتواصل مع الحكومة لأغراض خدمية.
وأوضح أن مركز "راصد" طور منهجية جديدة لتركيز النواب على جودة الأسئلة بدل الكم، بعد أن تبين أن 2.4% فقط من الأسئلة كانت مؤثرة.
وأكد بني عامر أن المجلس الحالي يسعى إلى تطوير قدرات النواب، إلا أن التمثيل الحزبي غير الكافي وتعدد الأحزاب (35 حزباً) والمال السياسي أسهموا في إفساد الحياة السياسية وزيادة فجوة الثقة مع المواطنين، مشدداً على ضرورة إعادة النظر برسائل الأردنيين والعمل على معالجتها بجدية.

