طامة كبرى... منظومات طائرات F16 في الدول العربية بيد إسرائيل
قال الأستاذ المشارك والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية الدكتور علي النظامي إن هناك تقارير إسرائيلية تتحدث عن امتلاك تل أبيب قدرات تقنية متقدمة قادرة على تعطيل منظومات طائرات الـ F-16 في عددٍ من الدول العربية والإسلامية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه التصريحات تأتي في سياقٍ دولي وإقليمي بالغ الحساسية، ما يجعل من كل تسريبٍ أو تصريحٍ جزءًا من حربٍ نفسية وإعلامية مدروسة تهدف إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي في المنطقة، وإظهار إسرائيل بوصفها الفاعل الأقدر على التحكم في موازين القوى، سواء في الميدان العسكري أو في فضاء المعلومات.
وبيّن النظامي أن ما يُسمّى بـ "التفوق التكنولوجي الإسرائيلي" تحوّل إلى وسيلة ضغطٍ سياسي ناعمة تُمارس من خلال بناء صورة ذهنية قوامها القدرة والسيطرة، مشيرًا إلى أن "التفوق المعلوماتي" بات يوازي في أثره "التفوق العسكري"، إن لم يتجاوزه، في تحديد مسارات النفوذ الإقليمي.
وأشار إلى أن المشهد الراهن يعكس بوضوح مسرحًا سياسيًا متعدد الطبقات، إذ تُدار الخطابات العلنية بحدةٍ مفتعلة، في حين تُبنى التفاهمات الحقيقية خلف الأبواب المغلقة، مستطردًا أن هذا النمط من الأداء السياسي ليس جديدًا في المنطقة، فهو يتكرّس عبر أجيالٍ من التحالفات المتبدلة التي توازن بين التصعيد الإعلامي والتعاون العملي.
ولفت إلى أن الخطاب المعلن الذي يَظهر فيه بعض الفاعلين السياسيين العرب في مواجهة إسرائيل لا يعكس بالضرورة الحقائق للعلاقات الإقليمية، ذلك أنه يُستخدم في كثير من الأحيان كأداة تهدئة للرأي العام الداخلي، مضيفًا أن "المسرحية السياسية"، كما وصفها، تُدار وفق معادلات دقيقة تضمن استمرار التفاعلات الشكلية على السطح، بينما تُمرّر تفاهمات أعمق في الخفاء.
وتابع الدكتور النظامي موضحًا أن مثل هذه المعطيات تفرض على المتابعين والباحثين ضرورة التمييز بين الخطاب السياسي الرمزي وبين السلوك السياسي الواقعي، معتبرًا أن إدراك هذه الفجوة هو الخطوة الأولى نحو بناء وعيٍ استراتيجي حقيقي لدى المجتمعات العربية.
وأكد ما تتطلبه المرحلة الراهنة من تحولٍ جذري في نمط التفكير الجمعي، والانتقال من ردّات الفعل الانفعالية إلى التحليل المنهجي الواعي، مشيرًا إلى أن الوعي السياسي الرصين، إلى جانب السيادة المعلوماتية، يشكلان حجر الزاوية لأي مشروعٍ عربي قادر على استعادة دوره في معادلة القوة الإقليمية والدولية.

