"لا أخاف إلا الله"... دلالات الكلمة الاثقل في خطاب العرش السامي

{title}
أخبار الأردن -

 

 

قال خبير الأمن الاستراتيجي الدكتور عمر الرداد إنّ العبارة التي وردت في خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني، "الملك يقلق، لكنه لا يخاف إلا الله"، تمثّل ذروة التعبير عن فلسفة الحكم الهاشمي، وجوهر المنهج القيادي في إدارة الدولة الأردنية، بما تحمله من مضامين سيادية وسياسية وأمنية مركّبة، ورسائل مقصودة الدلالة موجّهة بدقة إلى الداخل والخارج في آنٍ معًا، ولا سيما إلى اليمين الإسرائيلي المتطرّف الذي يواصل انتهاكاته في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوض في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنّ هذه العبارة تختزل فلسفة القيادة الهاشمية في الحكم، القائمة على الثبات في الموقف، والاستقلالية في القرار، والإيمان المطلق بعدالة الموقف الوطني، مشيرًا إلى أنّ جلالة الملك أراد من خلالها التأكيد على أنّ الأردن دولة ذات قرار سيادي لا تخضع للضغوطات ولا تساوم على ثوابتها التاريخية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وبيّن الرداد أنّ الخطاب الملكي الأخير جاء على مستويين متداخلين ومتكاملين في آن واحد: الأول داخلي، يعيد ترسيخ مشروع الإصلاح الوطني الشامل، السياسي والاقتصادي والإداري، ويرسّخ الثقة بين الدولة والمجتمع عبر خطاب يستند إلى الصراحة والواقعية، فيما الثاني خارجي، يؤكد ثبات الموقف الأردني في الدفاع عن الحق الفلسطيني، ورفض مشاريع الضمّ أو التقويض أو التهويد، بما يعكس توازن السياسة الأردنية بين الحزم في الموقف والاعتدال في النهج.

وأضاف الرداد أنّ عبارة "لا يخاف إلا الله" تتجاوز بعدها الإيماني لتجسّد مبدأ السيادة الوطنية المطلقة والثقة بالذات السياسية، إذ تعبّر عن رؤية قيادية تؤمن بأنّ الشرعية الحقيقية تُستمدّ من عدالة الموقف الوطني، ومن الإرادة السياسية المستقلة في مواجهة سياسات التطرف الإسرائيلية والضغوط الإقليمية والدولية.

ولفت إلى أنّ الخطاب تضمّن أيضًا تجديدًا للثقة بالشعب الأردني والجيش العربي المصطفوي، وتأكيدًا على أنّ قوة الدولة الأردنية تكمن في تماسك جبهتها الداخلية ووحدتها الوطنية، الأمر الذي يمنحها القدرة على الصمود في وجه التحديات من دون أن تفقد توازنها أو مرونتها السياسية.

وأردف الرداد أنّ: "لا يخاف إلا الله" لا تُعدّ توصيفًا عابرًا أو تعبيرًا شخصيًا فحسب، وإنما تمثّل موقفًا وطنيًا جامعًا يختزل روح الدولة الأردنية وكرامة قيادتها، ورسالة سياسية صريحة إلى العالم مفادها أنّ الأردن، رغم اشتداد العواصف من حوله، ماضٍ بثقة وثبات في حماية قضاياه الوطنية والقومية، متمسكًا بثوابته التاريخية دون انحناء أو تراجع.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية