البطش لـ"أخبار الأردن": الذكاء الاصطناعي معركة بقاء تتصدر أولويات الدولة الأردنية
قال استشاري الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي هاني البطش إن الأردن بات اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في مسار التحول الرقمي، مرحلة بات الذكاء الاصطناعي فيها ضرورة وطنية ومعركة بقاء تحدد موقع الدولة في خريطة النفوذ التكنولوجي والاقتصادي الإقليمي.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية أن الأردن رسّخ مكانته الإقليمية كأحد المحاور الصاعدة في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مضيفًا أن المملكة تمتلك منظومة متكاملة من المقومات الاستراتيجية تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا متقدمًا لتقنيات المستقبل، بفضل موقعها الجغرافي الفريد، وكفاءاتها البشرية عالية التأهيل، والبنية التشريعية والتنظيمية المتطورة التي تواكب متطلبات العصر الرقمي.
وبيّن البطش أن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2023–2027 تستهدف تحويل الأردن إلى محور إقليمي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، في إطار تكاملٍ واضح مع رؤية التحديث الاقتصادي 2022–2033 التي ترمي إلى ترسيخ الاقتصاد القائم على المعرفة وتعزيز دور الابتكار كقاطرة للنمو الوطني.
ونوّه إلى أن البيئة الأردنية تُعد اليوم واحدة من أكثر البيئات الإقليمية جاذبية للاستثمار التقني، مشيرًا إلى أن وزارة الاستثمار أطلقت حزمة واسعة من الحوافز والتسهيلات التي تشجع الشركات المحلية والعالمية على العمل في مجالات الاقتصاد الرقمي.
ولفت البطش إلى أن الأردن يراهن على التكنولوجيا كرافعة سيادية للقرار الاقتصادي والمعرفي، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُدار ضمن إطار وطني استراتيجي يعزز الأمن الرقمي، ويحافظ على سيادة البيانات، ويضمن استدامة النمو في بيئة رقمية تتسم بالتسارع والتنافسية العالية.
واستطرد قائلًا إن تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بجعل الأردن عاصمة التكنولوجيا والابتكار في الشرق الأوسط يستدعي الاستثمار في الإنسان أولًا، وبناء منظومة تعليمية ومعرفية متكاملة تُخرّج العقول القادرة على قيادة الثورة الرقمية لا التكيف معها فقط.
وأكد البطش ضرورة النظر للذكاء الاصطناعي على أنه خيار استراتيجي وجودي يُعيد تعريف مفهوم السيادة الوطنية في القرن الحادي والعشرين، لافتًا إلى أن الدول التي تتأخر في تبنيه ستجد نفسها خارج منظومة التأثير العالمي خلال فترة وجيزة.

