العميد المتقاعد العواقلة يحذر عبر "أخبار الأردن" عمَّا يدار ويخطط له
حذّر العميد المتقاعد من دائرة المخابرات العامة، قاسم العواقلة، من خطورة حالة "الانبهار المؤقت" التي يعيشها البعض عقب الإفراج عن دفعات من الأسرى الفلسطينيين، في وقتٍ تعيش فيه غزة والضفة الغربية واحدة من أكثر المراحل قسوةً في تاريخ القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ما يجري هو "تغيير خطير في معايير القوة في المنطقة، وإخضاعٌ ممنهج للأمة بلغة القوة والسيطرة".
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الاحتفال بإطلاق سراح بضع مئات من الأسرى، غالبيتهم ممن اعتُقلوا خلال الحرب الأخيرة، يأتي مقابل سبعين ألف شهيد، وآلاف الجرحى، ودمارٍ هائلٍ للبنية التحتية، وانهيارٍ للقطاعين الصحي والتعليمي، وانهاكٍ للمجتمع نفسيًا واجتماعيًا"، مضيفًا أن "المشهد الإنساني في غزة يكشف حجم المأساة التي أصابت الأمة كلّها، وليس فلسطين وحدها".
ونبّه العواقلة إلى أن "الانقسام العربي والصمت الدولي يمنحان الاحتلال مزيدًا من الجرأة على المضي في مشروعه التوسعي"، مشددًا على أن ما يجري في الضفة الغربية خلال انعقاد القمم والمؤتمرات الدولية يفضح زيف الادعاءات الغربية بوقف العدوان أو التوجه نحو حلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الأقصى ما زال يئنّ، وخطوات التهويد ماضية بثقة المحتلّ المختال، في حين تغرق الأمة في خلافاتها، وتتقاذفها تيارات شاذة تتحدث باسم المقاومة دون مشروع وطني واضح أو رؤية سياسية متماسكة، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات لا تصبّ إلا في مصلحة العدو، وتدفع الأمة نحو مزيد من الضعف والضياع.
وأردف العواقلة أن القضية الفلسطينية تحولت من قضية أمة إلى ملفٍّ سياسي قابل للمساومة، فيما العالم يصفق لترامب وهو يظهر بمظهر الحاكم للعالم، يمدح ويأمر ويشير وكأن مصائر الشعوب بيده، في حين تواصل إسرائيل استباحة الأرض والإنسان في ظل صمتٍ عربيٍّ ودوليٍّ مريب.

