الرنتاوي: الحرب وضعت أوزارها لكن الصراع لم يتوقف
اعتبر مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن مبالغة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحاته أمام الكنيست وقمة السلام حول انتهاء الحروب في المنطقة بعد ثلاثة آلاف سنة من الصراع، لا يمكن التعويل عليها كأرضية لحل القضية الفلسطينية.
وقال الرنتاوي خلال حديثه لإذاعة حياة إف إم، إن خطاب ترامب لا يصلح أساساً لأي حل جاد للقضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يشكّل نقطة انطلاق لإنشاء نظام إقليمي جديد يضم جميع الأطراف تحت مظلة سلام شامل.
وأضاف: "نُميز بين الحديث الواقعي والاستعراضي، ومن الواضح أن الجولة الأخيرة من الحرب قد وضعت أوزارها، لكن الصراع لم يتوقف فعليا".
وأكد الرنتاوي أن القضايا الجوهرية المتعلقة بغزة والمسألة الفلسطينية ما تزال قائمة ولم تُطرح حتى الآن على طاولة التفاوض، مشيراً إلى أن المبادرة الأمريكية في إطار مبادرة العشرين تحتاج إلى جولات مطوّلة من التفاوض، مع احتمال وقوع أشكال محددة من التصعيد العسكري، بما في ذلك عمليات اغتيال أو ضربات تحت ذرائع أمنية.
وأضاف: "رغم إعلان ترامب ونتنياهو عن انتهاء الحرب بحضور دولي مكثف، فإن الحقوق الفلسطينية لم تُسترجع بعد، ولم تُناقش مسألة الاحتلال أو حق تقرير المصير أو إقامة الدولة الفلسطينية".
وشدد الرنتاوي على أن إسرائيل لا تسعى للسلام الحقيقي، بل للتوسع والاستيطان، وأن سياسات نتنياهو مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنهج الأمريكي، مضيفاً أن خطاب ترامب الطويل كان استعراضيا، ولم يقدم شيئاً ملموسا للفلسطينيين.
وأشار إلى أن الرهان الحالي لدى الوسطاء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي هو وقف المجازر، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وبدء عملية إعادة إعمار غزة، مع إطلاق مفاوضات سياسية جادة إذا قررت الولايات المتحدة وإسرائيل الاستجابة للمطالب الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير.
واختتم الرنتاوي مؤكداً على ضرورة الواقعية، قائلاً: “يوم أمس كان مهماً لأنه أوقف قتل الأطفال الفلسطينيين، لكن يجب ألا نأخذ كلام ترامب عن السلام على محمل الجد، فالرهان الحقيقي على الإجراءات العملية وليس الخطابات الاستعراضية”.

