مصادر: هكذا استشهد صالح الجعفراوي (صورة)
أفادت مصادر صحفية في قطاع غزة، مساء الأحد، باستشهاد المصور الصحفي صالح الجعفراوي أثناء تغطيته للأحداث الميدانية التي شهدتها مناطق متفرقة من القطاع، وسط اشتباكات عنيفة بين الأجهزة الأمنية وميليشيات مسلحة خارجة عن القانون.
وذكرت المصادر أن عناصر الميليشيات أقدمت على قتل عدد من النازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنية جهودها لاحتواء الوضع الميداني وملاحقة المسلحين المتورطين.
وقال مصدر قيادي في وزارة الداخلية بغزة إن الاشتباكات اندلعت مساء اليوم الأحد مع "ميليشيات مسلحة تابعة للاحتلال"، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين والأجهزة الأمنية.
وأضاف المصدر في تصريحات أن الأجهزة الأمنية تحاصر عناصر الميليشيات داخل مدينة غزة وتتعامل معها بحزم لضبط الأمن ومحاسبة المتورطين في جرائم القتل، مؤكداً أن الوزارة "مصممة على فرض النظام العام وحماية المواطنين".
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية عن خلاف أمني حاد داخل مؤسسات الاحتلال بين الجيش وجهاز "الشاباك" حول مصير الميليشيات التي جرى تشكيلها خلال العدوان على غزة.
ووفق الصحيفة، اقترح "الشاباك" نقل هذه العناصر إلى معسكرات مغلقة في غلاف غزة كإجراء مؤقت لـ"حمايتهم وضمان السيطرة الأمنية عليهم"، غير أن الجيش رفض المقترح، محذراً من أن وجودهم قرب المستوطنات يشكل "خطرًا يفوق أي التزام بحمايتهم"، خاصة بعد ورود معلومات استخباراتية تشير إلى فرار عدد من أفراد الميليشيات عقب حصولهم على وعود بالعفو من حركة حماس.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية في غزة فتح باب التوبة والعفو العام أمام أفراد العصابات الذين لم يتورطوا في جرائم قتل، في إطار جهودها لإعادة الأمن والاستقرار وتعزيز التماسك الوطني بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأوضحت الوزارة في بيان أن بعض الأفراد انخرطوا في تلك العصابات "دون أن تتلطخ أيديهم بالدماء"، مؤكدة أن من يسارع إلى تسليم نفسه خلال أسبوع واحد سيتم إغلاق ملفه نهائياً، فيما سيتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق من يرفض تسوية أوضاعه.
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهر الجمعة، بعد إقرار حكومة الاحتلال له فجراً، استناداً إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقضي بوقف الحرب وانسحاب متدرج لقوات الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول عاجل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة استمرت لعامين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب كارثة إنسانية ومجاعة أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم 154 طفلاً.

