أبو زيد: أي تحرك غير محسوب قد يفرض على الأردن أثمانا كبيرة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن التساؤل الأبرز الذي يشغل الأوساط السياسية والإعلامية في هذه المرحلة يتمحور حول موقع الدور الأردني في المفاوضات الجارية بشأن غزة، ولماذا لم يظهر اشتباك مباشر في الملف التفاوضي حتى الآن.

وأوضح أبو زيد في تصريح لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن الإجابة الدقيقة على هذا التساؤل تكمن في فهم محددات القرار الاستراتيجي في عمّان، مشيراً إلى أن الموقف الأردني قائم على قراءة واعية لطبيعة المخطط الإسرائيلي الذي يسعى – وفق قوله – إلى “ابتلاع الجغرافيا والتخلّص من الديموغرافيا”، ما يجعل أي تحرك أردني تجاه غزة أو الضفة الغربية محكوماً بالحسابات الدقيقة وليس بالعواطف أو الانفعالات السياسية.

وأضاف أن الأردن لم يكن يومًا غائبًا عن ملف غزة، بل ينظر إليه ضمن إطار أشمل يشمل الضفة الغربية، التي تمثل بعداً حيوياً للأردن من الناحية الجغرافية والديموغرافية، لافتاً إلى أن الاشتباك الأردني مع هذا الملف هو "اشتباك استراتيجي طويل الأمد" يرتبط بمصالح الدولة العليا واستقرار الإقليم بأسره.

وأشار أبو زيد إلى أن الدبلوماسية الأردنية تعتمد نهج التريث والحذر في التعامل مع الملفات الإقليمية، انتظارًا لتبلور المشهد الكامل قبل الدخول في تفاصيله، مستشهداً بالحالة السورية، حيث تحركت عمّان بقوة بعد أن أصبحت الصورة واضحة، مضيفاً: “اليوم يتكرر المشهد ذاته في ملف غزة”.

وبيّن أن السياسة الأردنية لا تقوم على “تدوير زاوية الاشتباك” بل على “توسيعها”، مؤكداً أن الهدف ليس الظهور الإعلامي بل التأثير الفعلي في النتائج، وأن أي تحرك غير محسوب قد يترتب عليه أثمان أمنية وسياسية لا مصلحة للأردن بها، لذلك فإن الهدوء في التحرك يعكس الحكمة لا الضعف.

ولفت أبو زيد إلى أن الأردن يعيد تموضعه في الحالة الفلسطينية من بوابة غزة، مع إبقاء عينه على الضفة الغربية التي تشكّل مركز الثقل الاستراتيجي، موضحاً أن موقع الأردن الجيوسياسي وتاريخه في دعم القضية الفلسطينية يجعلان اشتباكه السياسي والدبلوماسي “مطلوباً من الأطراف الأخرى لا مفروضاً منها”.

وأضاف أن الخبرة الأردنية في الملفات الدبلوماسية والأمنية والإنسانية باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل تعدد الوسطاء الإقليميين والدوليين في مفاوضات غزة، ما يجعل الحضور الأردني عامل توازن لا يمكن تجاوزه.

وختم أبو زيد بالقول إن التموضع الأردني الحالي يعكس دبلوماسية هادئة وواعية تتعامل مع اشتباك المنطقة بزاوية منفرجة لا ضيقة، مؤكداً أن ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً حول حضور الأردن مراسم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة “يؤكد أن الأردن يُدعى إلى الطاولة ولا يفرض نفسه عليها، ودوره سيكون حاضراً ومؤثراً كما كان دائماً”.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية