هل وصلنا إلى الفصل الأخير في قصة حماس؟

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الكاتب والباحث في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أنّه يقف أمام فرصة تاريخية لاستعادة الرهائن الأحياء دون ثمن سياسي حقيقي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنّ خطة ترامب، التي حظيت بقبول عربي ودولي واسع، نجحت في حشر حركة حماس في زاوية ضيقة أجبرتها على التخلي عن ورقتها الوحيدة – ملف الرهائن – مقابل وقف إطلاق النار فقط، دون أي مكسب سياسي يُذكر.

وبيّن البستنجي أنّ حماس تراهن على الزخم الدولي والرغبة العامة في إنهاء الحرب لتحسين شروط التفاوض، لكنها، كما قال، لا تمتلك أدوات ضغط حقيقية تمكنها من فرض إرادتها على طاولة المفاوضات، بينما يعتمد نتنياهو على التفاهمات مع إدارة ترامب لإطلاق يده في حال فشلت المفاوضات، وهو ما يفسّر تخفيض مستوى تمثيل الوفد الإسرائيلي في مفاوضات القاهرة ليكون منزوع الصلاحيات.

وأشار إلى أنّ نتنياهو وجّه وفده المفاوض بحصر مهمته في بندين فقط، أولهما التفاوض حصريًا على قضية الإفراج عن الرهائن دون فتح أي نقاش سياسي حول خطة ترامب أو مستقبل قطاع غزة، وثانيهما ضرورة إنجاز المهمة خلال أيام قليلة وبشكل صارم دون تقديم أي تسهيلات لحماس، مع التأكيد على أنّ خريطة الانسحاب إلى الخط الأصفر ثابتة وغير قابلة للتعديل.

ونوّه البستنجي إلى أنّ نتنياهو يسعى جاهدًا حتى يكون الإفراج عن الرهائن هو المشهد الأخير في المسيرة السياسية لحركة حماس، التي امتدت لنحو 38 عامًا، مستطردًا أنّ الخطة تتضمن مراحل لاحقة تطالب الحركة بتسليم الحكم والسلاح والخضوع للنفي مقابل العفو، ما يعني عمليًا إخراجها من المشهد السياسي والعسكري بالكامل.

وذكر أنّ ما يجري في القاهرة صراع إرادات بين طرفٍ يملك كل أدوات القوة وآخر حُشر داخليًا وخارجيًا في الزاوية، مشددًا على أنّ نتنياهو يخطط لاستنزاف حماس تدريجيًا، بندًا بعد بند، حتى يتم تفكيك وجودها كقوة سياسية وعسكرية.

ولفت البستنجي إلى أنّ المرحلة التالية من تنفيذ خطة ترامب ستشهد انسحابًا إسرائيليًا إلى خطوط جديدة لصالح قوة أممية يجري تشكيلها حاليًا، بحيث تتولى إدارة القطاع مؤقتًا، وتُشرف على نزع السلاح بإشراف مراقبين دوليين ضمن برنامج تفكيك وإعادة شراءٍ ممول دوليًا.

وأردف أنّ علامات نجاح المفاوضات ستتجلى في مغادرة ديرمر وويتكوف إلى القاهرة خلال اليومين القادمين مع تطور المفاوضات وقبول حماس بالشروط، بينما ستتمثل علامة الفشل في انسحاب الوفد الإسرائيلي وعودته إلى الكيان، ما سيعيد الأمور إلى مربع التصعيد من جديد.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية