السبايلة لـ"أخبار الأردن": خطة ترامب إملاء أكثر منها حلًا
قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إنّ ما يُطرح اليوم من إطارٍ لحلّ ملف غزة قد يُشكّل، الفرصة الوحيدة المتاحة أمام الأطراف المعنية، لكنّ الفارق الجوهرِي أنه ليس مقترحًا تفاوضيًا متكافئًا بقدر ما هو صيغة مفروضة؛ أي أنه يفترض مسبقًا هندسةً محددةً لواقع القطاع، ترتّب خروجاتٍ شرطية لحماس وتستهدف عمليًا تجريدها من سلاحها.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التطبيق العملي لبدء تنفيذ هذه الصيغة هو بند الرهائن، لكونه الأسهل نسبيًا، لكنّ الشهادة التجريبية تقول إنّ ما يبدأ به الطرفان لا يضمن بالضرورة سهولة إتمام ما يليه؛ إذ إنّ المرحلة الثانية ستصطدم بسلسلة معقدة من الإشكاليات، بدءًا من آليات النزع والضمان مرورًا بجداول التنفيذ وانتهاءً بمسألة الشرعية المحلية والإقليمية.
وبينّ السبايلة أنّه لا مفرّ من الإقرار بأنّ الضغوط الرامية إلى إخراج حماس من المشهد في غزة وتجريدها من السلاح تبدو جزءًا لا يتجزأ من منطق هذه الخطة؛ ومع ذلك، فإنّ الوصول الى النقطة الثانية من الخطة ما بعد مسالة الرهائن يمكن ان يشكل التحدي الابرز لهذه الخطة.
ونوّه إلى أن خطاب الرئيس الأمريكي دولاند ترامب عن السلام في الشرق الأوسط يوسّع، بقدر ما يشرعن، أفق تطبيق نهج مماثل على أطراف أخرى؛ وبالتالي لا يجوز النظر إلى ما يُعرض على أنه مجرد صيغة تفاوضية محايدة، وإنما كإملاء لطريقة حلّ مُصممة سلفًا.

