طبول الحرب تُقرع في 3 جبهات

{title}
أخبار الأردن -

 

 

قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، إن التغير اللافت في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال غزة والضفة الغربية وسبل التهدئة، يعود بشكل رئيسي إلى اجتماعه مع قادة ثماني دول عربية وإسلامية، يمثلون نحو نصف العالمين العربي والإسلامي من الناحية الديموغرافية، مؤكدًا أن هذه الدول تعد الأكثر نشاطًا وتأثيرًا على الساحة الدولية.

ورأى الرنتاوي أن توافق هذه الدول على موقف موحد يمكن أن يكون بمثابة القاطرة التي تسحب بقية الدول العربية والإسلامية نحو موقف جماعي يدعم جهود التهدئة والحل.

وأضاف الرنتاوي في مقال، أن التحولات في الرأي العام العالمي، ومن ضمنه الأميركي، إلى جانب الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين، ورغبة ترامب في تعزيز سمعته وربما الفوز بجائزة نوبل، شكلت عوامل مساعدة، لكن الاجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان نقطة الانطلاق الحقيقية لهذا التحول في الموقف الأمريكي.

وبين أن هذا المسار الجديد، على الرغم من عدم وضوحه الكامل، يشير إلى إمكانية وقف الحرب في غزة ومنع عمليات التهجير القسري، ورفض مشاريع الضم في الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه المؤشرات يمكن البناء عليها رغم ضبابية المعالم حتى اللحظة.

وتابع الكاتب أن جهود التهدئة لم تقتصر على غزة، بل امتدت إلى الجبهة السورية، حيث تجري محادثات مباشرة وغير مباشرة بين الإدارة السورية وحكومة نتنياهو، دون التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، بسبب ارتفاع سقف المطالب الإسرائيلية التي تهدد وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها.

وأكد الرنتاوي أن دمشق أبدت تساهلاً نسبيًا في الترتيبات الأمنية، بينما تمثل "عقدة السويداء" تحديًا حساسًا يفرض حضوره على طاولة التفاوض، مؤكدًا أن هناك وعودًا غير معلنة بوقف الاستباحة والتعديات، لكن الحدود والمعالم ما زالت ضبابية.

وقال الكاتب إن الجبهات الأخرى، بما في ذلك إيران ولبنان والعراق، قد تشهد تصعيدًا، وهو ما قد يكون "الثمن" الذي ستطالب به إسرائيل مقابل قبولها المبادرة الأمريكية، موضحًا أن رُفع الغطاء السياسي عن إيران منح إسرائيل فرصة لمواجهة البرنامج النووي والصاروخي لطهران، بينما يبقى الرد الإيراني حاسمًا لموازنة الحسابات، ورأى أن هذه المعادلة تحوّل أي تصعيد إلى خيار محفوف بالمخاطر.

وأكد الرنتاوي أن الوضع في لبنان معقد، إذ يواصل حزب الله الاحتفاظ بسلاحه والتهديد بمعارك مستقبلية، بينما يحاول الوسيط الأمريكي فرض تسويات جزئية دون المساس بالقوة العسكرية للحزب، ورأى أن هذا يشير إلى هشاشة التوازنات الإقليمية وقد يتحول إلى مواجهة مباشرة إذا استمر التصعيد الإسرائيلي.

وفي العراق، قال الكاتب إن الوضع يبدو أقل حدة، حيث تحاول بغداد تجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، ورأى أن الفصائل العراقية محدودة القدرة على الرد العسكري، فيما يقتصر التعامل على المسارات الدبلوماسية والسياسية، وهو ما يضع العراق في موقف هش نسبيًا رغم تجاوزه مرحلة ما بعد الاحتلال.

وقال الكاتب في ختام تحليله إن التحولات الحالية تشير إلى مسار دبلوماسي معقد، يترافق مع احتمال تصعيد عسكري على عدة جبهات، مؤكدًا أن الغموض يكتنف مدى جدية المبادرات الأمريكية وأثرها على حقوق الفلسطينيين وأمن واستقرار المنطقة بأكملها، خصوصًا في ضوء التوازنات الدقيقة بين إسرائيل وإيران وحزب الله والفصائل العراقية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية