عضو بالحزب الجمهوري لـ"أخبار الأردن": أخبار سارة بشأن غزة
قال عضو الحزب الجمهوري بشار جرار، إنّ السؤال المطروح اليوم يتمحور حول ما إذا كنّا أمام سيناريو حالِم أم خطة قابلة للتطبيق، مشيرا إلى أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمثل محطة مفصلية في مسار العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية.
وأوضح جرار في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنّ هذا اللقاء سبقه تمهيد سياسي واضح، حيث أوفد ترامب كلا من جارد كوشنر وستيف ويتكوف لعقد لقاءات متكررة مع نتنياهو، موضحا أن اللقاء الأول جاء قبيل انعقاد القمة العربية ـ الإسلامية المصغّرة، ما يدل على أن ثمة ضغوطا مورست لترتيب أجندة البحث في اللقاء الجديد، الذي يُعقد للمرة الثانية أو الثالثة.
وبيّن جرار أنّ البيت الأبيض يدرك أن هذا الاجتماع يحمل طابعا حاسما، خاصة إذا ما قورن بطريقة تعامل ترامب سابقا مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية مهما توترت لن تصل إلى مستوى القطيعة أو العداء العلني.
ولفت الانتباه إلى أن ترامب بطبيعته رجل واقعية سياسية، لا يتحرك في فضاء الأحلام وإنما وفق مقاربة عملية، فهو يسعى إلى جعل نتنياهو أكثر مرونة في الملفات الخلافية، من خلال دفعه إلى تنحية القضايا الصدامية جانبا، مستطردا أن الجميع يدرك أنّ نتنياهو يرفض أي فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية، غير أنّ ترامب ونتنياهو معنيّان في العمق بتوسيع دائرة "اتفاقات أبراهام"، لما تمثّله من مكاسب استراتيجية تتعلق بالتحالفات الإقليمية.
وأشار جرار إلى أنّ الأردن ومصر يظلان حجر زاوية في المعادلة الإقليمية، لما لهما من دور جوهري في حفظ الاستقرار والأمن، وبالتالي لا يمكن لواشنطن أن تسمح بتهديد أمنهما الوطني، خاصة إذا كانت تراهن على استمرار التعاون معهما في إطار مكافحة الإرهاب وترسيخ الاستقرار.
واعتبر جرار أنّ ما يمتلكه ترامب من أوراق ضغط على نتنياهو أكبر بكثير مما يمتلكه الأخير في المقابل، خصوصا في ظل التغييرات الحاصلة داخل الساحة السياسية الأميركية.
ونوّه إلى أنّ الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة تلعب دورا أساسيا في رسم حدود المبادرة، مشيرا إلى أن هناك إجماعا داخليا على ضرورة تحرير الرهائن، والتأكيد على القضاء على حماس، ولكن من دون إطالة أمد الحرب بلا سقف زمني أو السماح بانعكاساتها على الداخل الأميركي.
وأردف جرار أنّ الأحداث الأخيرة في الداخل الأميركي، ومنها الاعتداء على كنيسة في ولاية ميشيغن، تعكس حجم التوترات الأيديولوجية والدينية التي تغذيها صراعات الشرق الأوسط، مستطردا أنّ هذه الهجمات تضع ترامب في موقف حساس، إذ لا يمكنه السماح لنتنياهو بالضغط في هذا المجال، في وقت يتعرض فيه هو نفسه لانتقادات داخلية من اليمين اليهودي والمسيحي في أميركا، والذي يرى أن استمرار الحرب يهدد ليس فقط أمن إسرائيل، وإنما أيضا العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية والعلاقات مع الجاليات اليهودية حول العالم.

