هل الاعتراف بفلسطين كافٍ؟... العياصرة يوضح لـ"أخبار الأردن"
قال المحلل السياسي الدكتور رامي العياصرة إنّ الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، خاصة من دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا، يمثل تطورًا بالغ الأهمية في مسار القضية الفلسطينية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التحول لم يأتِ من فراغ، فقد جاء نتيجة مباشرة لجرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، وسعيه الحثيث لحرمان الفلسطينيين من إقامة دولتهم عبر مخططات الضم والتهجير.
وببّن العياصرة أن الحرب على غزة وما تلاها من تداعيات إنسانية وأمنية دفعت المجتمع الدولي لإعادة النظر في تعاطيه مع القضية الفلسطينية، حيث باتت الشعوب والحكومات على حد سواء أكثر وعيًا بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، مستطردًا أن قرارات الأمم المتحدة والمرجعيات القانونية الدولية لطالما نصّت على أن حدود الرابع من حزيران 1967 هي الأساس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ونوّه إلى أن الاعتراف الأخير لا يمكن اختزاله في نظرية مؤامرة، ذلك أنه يعكس هزيمة سياسية واضحة للاحتلال الإسرائيلي، بدليل حالة الانزعاج التي أبدتها كل من حكومة نتنياهو والولايات المتحدة، الحليف الأكبر لتل أبيب.
وتابع قائلًا إن اعتراف بريطانيا – صاحبة وعد بلفور التاريخي – بالدولة الفلسطينية يكتسب رمزية خاصة، كونه يشكل انعطافة سياسية حقيقية في الموقف الأوروبي.
وأشار إلى أن الاعتراف الدولي، رغم أهميته، لا يكفي وحده لإقامة الدولة الفلسطينية، فالمعركة ما تزال قائمة على الأرض، وتتطلب استمرار النضال الفلسطيني وتوسيع الدعم العربي والدولي، مردفًا أن المطلوب الآن هو استثمار هذا الاعتراف لتصعيد الضغوط على إسرائيل، من خلال تحريك حركات المقاطعة العالمية، وإدانة التوسع الاستيطاني، ورفض مخططات التهجير، وتحقيق مكاسب سياسية جديدة في المحافل الدولية.
واختتم العياصرة حديثه بالقول إن الاعتراف الدولي هو مكسب سياسي ومعنوي مهم، لكنه لا يعني نهاية الصراع، ولا يشكل بحد ذاته ضمانة لقيام الدولة الفلسطينية على الأرض، وهو ما يستوجب من الفلسطينيين وحلفائهم مضاعفة الجهود السياسية والدبلوماسية والشعبية حتى يتحقق الهدف الأسمى بالتحرير وإقامة الدولة المستقلة.

