تل أبيب في مواجهة عزلة غير مسبوقة.. غضب دولي ومقاطعة تضرب الشرعية

{title}
أخبار الأردن -

 

تشهد إسرائيل أزمة غير مسبوقة على الساحة الدولية مع اتساع رقعة الغضب العالمي من سياساتها في حربها على قطاع غزة، حيث لم تعد العزلة مقتصرة على مواقف الحكومات فحسب، بل امتدت لتشمل قطاعات واسعة من الرأي العام، وصولًا إلى أصوات يهودية بارزة ترفض ربط هويتها بالدولة العبرية.

وكشفت القناة 13 العبرية عن تصريحات للرئيس إسحاق هرتسوغ عقب زيارته إلى بريطانيا، أكد فيها أن إسرائيل لم تعرف مثل هذا المستوى من العداء في تاريخها، مشيرًا إلى أن وضعها الدبلوماسي على الصعيد الدولي هو الأسوأ منذ عقود.

وأوضحت القناة أن مواقف قادة غربيين بارزين تعكس حجم التحول في المزاج الدولي، إذ أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهجمات الإسرائيلية، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنهاء "الحصار الإنساني" على غزة، بينما أبدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس رفض حكومته للأفعال الإسرائيلية، في إشارة واضحة إلى تراجع الدعم الأوروبي التقليدي لتل أبيب.

أما على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد أشار التقرير إلى أن إسرائيل بالكاد تحظى اليوم بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شدد على ضرورة أن تكون أكثر حذرًا، في وقت أشاد فيه بقطر باعتبارها حليفًا إستراتيجيًا لواشنطن.

تدهور اقتصادي ودبلوماسي

من جانبه، حذر السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا جيرمي إيساخاروف من أن وضع إسرائيل يتدهور بشكل متسارع على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية، فيما أكد رئيس صندوق البنى التحتية "ألوما" أوري يوغيف أن صورة إسرائيل في الخارج انعكست سلبًا على اقتصادها.

وأشار التقرير إلى أن خطوة المفوضية الأوروبية بتقديم مقترح لتجميد التسهيلات التجارية مع إسرائيل تعادل "إخراجها اقتصاديًا من أوروبا"، محذرًا من أن ذلك سيشكل ضربة قاضية لاقتصاد يعتمد بشكل كبير على استثمارات أوروبية تتجاوز 70 مليار يورو سنويًا.

خسارة الداخل والخارج

وفي البعد الأمني، حذر رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف من أن تراجع الرأي العام الدولي لا يقل خطورة عن التحديات العسكرية، لكونه يطال الاقتصاد والأوساط الأكاديمية والمجالات الحيوية الأخرى.

كما لفت خبير الإعلام والعلاقات العامة راني راهاف إلى أن المقاطعة التي بدأت في باريس ووصلت إلى هولندا ستنعكس بشكل مباشر على جيوب الإسرائيليين وتفاقم أزماتهم الاجتماعية.

الأمر لم يقف عند حدود الحكومات والجماهير، بل وصل إلى أصوات يهودية مؤثرة، من بينها الممثلة هانا إينبيندر الفائزة بجائزة "إيمي"، التي أكدت أن واجبها كيهودية يحتم عليها الفصل بين اليهودية وإسرائيل، إضافة إلى الممثل ماندي باتينكين الذي دعا اليهود حول العالم إلى مراجعة ضمائرهم، معتبرًا أن إسرائيل تحولت من ضحية للاضطهاد إلى ممارس له ضد الآخرين.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن إسرائيل اليوم لم تخسر فقط الدعم الدولي، بل فقدت أيضًا جزءًا من اليهود الذين كانوا يعتبرونها تعبيرًا عن هويتهم، في إشارة إلى أزمة عميقة تتجاوز حدود السياسة لتصل إلى جوهر شرعية الدولة العبرية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية