3 سيناريوهات ستقلب المنطقة رأسا على عقب

{title}
أخبار الأردن -

 

 

قال مدير برنامج الدراسات الإيرانية في مركز الدراسات الإقليمية الأستاذ الدكتور نبيل العتوم، إن الاجتماع المزمع عقده في نيويورك بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) بحضور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، يمثل انعكاسا مباشرا لمرحلة خطيرة تقف فيها المنطقة على تخوم تصعيد شامل.

وأوضح العتوم في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن القوى الأوروبية تسعى إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتفادي الانزلاق نحو مواجهة غير محسوبة، في وقتٍ تمضي فيه طهران برفع مستويات التخصيب إلى نسب غير مسبوقة بلغت 60%، مع امتلاكها كميات تفوق بأضعاف مضاعفة السقف المسموح به بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.

وبيّن العتوم أن المشهد التفاوضي محكوم بثلاثة سيناريوهات متداخلة: أولهما التصعيد المشروط الذي يربط الملف النووي بالبرنامج الصاروخي ونفوذ إيران الإقليمي، بما يعني توسيع دائرة التفاوض من البعد التقني إلى السياسي – الأمني، وثانيهما مقاربة مرحلية تقوم على تخفيف الضغوط الدولية مقابل التزامات تقنية محدودة من الجانب الإيراني، أما السيناريو الثالث فهو جمود المفاوضات، وهو ما يعكس استراتيجية "إدارة الأزمات لا حلها" التي دأبت طهران على توظيفها لتكريس أوراق الضغط وإعادة إنتاج أزماتها وفق منطق المساومة المستمرة.

وأشار إلى أن القلق الأوروبي والدولي يتعاظم مع استمرار طهران في تقليص مساحات عمل المفتشين الدوليين وحرمانهم من الوصول إلى منشآت حساسة، وهو ما يقوض جوهر منظومة الرقابة التي أرساها النظام الدولي لمنع الانتشار النووي، لافتًا إلى أن العواصم الأوروبية باتت تتدارس خيارات أشد صرامة، تشمل فرض شروط إضافية تتعلق بترسانة الصواريخ الباليستية، ووقف تدفق الطائرات المسيّرة والأسلحة إلى الميليشيات الإقليمية وإلى روسيا، في ظل الحرب الأوكرانية وما تثيره من تداعيات أمنية مباشرة على الأمن الأوروبي.

واستطرد العتوم قائلًا إن طهران تلوّح، في إطار لعبة "حافة الهاوية"، بإجراءات قصوى من قبيل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أو طرد المفتشين الدوليين، وهو ما يفتح الباب أمام مواجهة غير مسبوقة بين إيران والمجتمع الدولي، مردفًا أن منتصف سبتمبر سيكون بمثابة لحظة اختبار تاريخية، إذ إما أن تنجح الأطراف في بلورة صيغة جديدة تضمن تمديد الاتفاق ومنع إعادة فرض العقوبات الأممية، أو ينفتح المشهد على مرحلة من التصعيد المتدرج الذي قد يعيد المنطقة إلى مربع الانفجار الاستراتيجي.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية