العالم يضع القضية الفلسطينية على طاولة الحسم

يلتئم في نيويورك يوم الاثنين المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين، بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنظمات إقليمية ودولية معنية بعملية السلام، تحت رعاية مشتركة من السعودية وفرنسا.

ويفتتح المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تليه كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر الفيديو، ثم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك، إضافة إلى كلمة مسجلة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويشارك الأردن بفاعلية في المؤتمر، مؤكداً على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إطلاق جهد سياسي حقيقي يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم.

ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت بالغ الحساسية، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، وسط غياب أي تقدم في مسار المفاوضات.

إعلان نيويورك

المؤتمر يُعد امتداداً لـ"إعلان نيويورك" الذي صدر عقب اجتماع دولي في تموز الماضي قاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل. ويشدد الإعلان على خطوات ملموسة ومحددة زمنياً نحو حل الدولتين، ويدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتسليمها للسلطة الفلسطينية تحت مبدأ "حكومة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد".

كما يطالب بوقف الاستيطان وأعمال الضم والاعتداءات، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة في القدس، وحشد الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية لتعزيز مؤسساتها وتوحيد غزة والضفة الغربية في إطار دولة فلسطينية مستقلة.

الاعتراف الدولي بفلسطين

أكثر من 150 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين، بينها بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال التي انضمت مؤخراً، بينما تستعد دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ لاتخاذ الخطوة ذاتها. وتتمتع فلسطين حالياً بصفة "دولة مراقبة دائمة" في الأمم المتحدة.

آمال وتحديات

رغم التحديات الكبيرة التي تواجه عملية السلام، يعوّل المجتمع الدولي على أن يشكل هذا المؤتمر خارطة طريق جديدة تعيد الزخم إلى المفاوضات وتكثف الضغط على جميع الأطراف، سعياً إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات سيادة، بما يحقق الاستقرار الدائم في الشرق الأوسط.