نقص القوات يهدد الناتو.. هل أوروبا مستعدة لمواجهة روسيا؟
تصاعدت مؤشرات التوتر العسكري بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا خلال الأسابيع الماضية، وسط قلق متزايد من محدودية الموارد البشرية للحلف، وفق تقرير لمجلة ناشيونال إنترست.
فقد شهدت الحدود الأوروبية الشرقية حوادث متكررة، أبرزها اعتراض الدفاعات الجوية البولندية ثلاث طائرات روسية مسيرة، في أول حادث من نوعه لحليف في الناتو منذ 76 عامًا. ورغم استعدادات الحلف، يشير التقرير إلى أن نقص الأفراد العسكريين يمثل الفجوة الأعمق أمام قدراته الدفاعية، ويزيد من صعوبة الردع أمام القوة الروسية.
ويعاني معظم حلفاء الناتو من تحديات كبيرة في التجنيد والحفاظ على القوات، مع تفاقم الوضع بسبب الأزمات الديمغرافية والفجوة بين المدنيين والعسكريين. وحتى لو التزم الحلفاء بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، فإن سد الفجوات البشرية يظل تحديًا أكبر من مجرد رفع الميزانيات.
تختلف التحديات بين الدول الأعضاء:
ألمانيا تخطط لزيادة قواتها بـ30 ألف جندي خلال ست سنوات، لكنها تواجه إرهاق القوى العاملة بعد دورها الكبير في دعم أوكرانيا.
النرويج تسعى لزيادة قواتها بنسبة 50% بحلول 2036، لكن برنامج التجنيد قصير المدة وصغير عدد السكان يزيد الضغط على الدفاع.
إيطاليا تواجه نقصًا في القوات يبلغ 5 آلاف جندي، مع دعم شعبي محدود ورواتب غير منافسة للقطاع الخاص.
حتى الولايات المتحدة تواجه ضغوطًا، حيث من المتوقع انخفاض خريجي الثانوية بنسبة 13% بحلول 2041، لكنها نجحت في تجاوز أهداف التجنيد لعام 2024 عبر برامج تدريبية وتخفيف القيود.
وترى "ناشيونال إنترست" أن زيادة الإنفاق الدفاعي وحده لن يكفي لمواجهة روسيا، داعية الناتو إلى توسيع قاعدة المواهب، تحديث السياسات، وتعزيز ثقافة التميز لضمان جاهزية الحلف لأي مواجهة محتملة.

