ترامب المستشار العسكري لنتنياهو... صيّام يوضح لـ"أخبار الأردن"
قال أستاذ العلاقات الدولية في واشنطن، الدكتور عصام صيام، إنّ الإدارات الأمريكية، منذ اعتراف واشنطن بقيام دولة الاحتلال عام 1948، التزمت القاعدة الثابتة القائمة على ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في محيطه الإقليمي.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الدعم ظل، في معظم المراحل، محكومًا بسقوف وضوابط سياسية وقانونية، تحرص من خلالها الولايات المتحدة على إبقاء أوراق الضغط بيدها وعدم السماح لإسرائيل بتجاوز حدود معينة.
وبيّن صيام أنّ إدارة الرئيس بيل كلينتون كانت مثالًا على ذلك، إذ رفضت نقل السفارة إلى القدس، معتبرة أنّ مصير المدينة يجب أن يُحسم عبر المفاوضات الثنائية، كما عارضت الاستيطان بوصفه عائقاً أمام قيام الدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أنّ هذا التوازن النسبي انقلب رأسًا على عقب مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2018، حيث نقل السفارة إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ورعى ما سُمّي بـ "اتفاقيات أبراهام" التي جمعت إسرائيل بدول عربية عدّة، مضيفًا أنّ الهدف المعلن كان "السلام"، غير أنّ الجوهر الفعلي تمثل في محاصرة الفلسطينيين ودفعهم إلى التخلي عن حقوقهم التاريخية، استنادًا إلى رؤية تعتبر مطالبهم "خيالية"، كما صرّح وزير الخارجية مايك بومبيو.
وذكر صيام أنّ خطورة نهج ترامب تكمن في تحوله إلى ما يشبه الشريك المباشر في صناعة القرار العسكري، مستطردًا أنّ المعلومات المتقاطعة تحمل تأكيدًا بأنّ ترامب كان يتلقى إحاطات شبه يومية من نتنياهو حول العمليات في غزة، ويتشاور معه بشأن الخطط المستقبلية، بما جعله أقرب إلى "المستشار العسكري" لرئيس وزراء الاحتلال منه إلى رئيس دولة عظمى يُفترض أن يحتفظ بمسافة فاصلة.
وأضاف أنّ مقارنة ذلك بإدارة جو بايدن تكشف الفارق؛ فبايدن، رغم دعمه الواضح للحرب الإسرائيلية، أبقى على هامش ضيق من الخلافات كما في حادثة حجب شحنة أسلحة فتاكة قبل السماح لاحقاً بتمريرها، بينما ترامب، وفي أول يوم من عودته إلى السلطة، أعاد السماح بتلك الإمدادات، ليؤكد اندماجه الكامل في الاستراتيجية الإسرائيلية.
وأشار صيام إلى أن التعامل مع الإدارة الحالية لا يمكن أن يكون باعتبارها استمرارًا للسياسة الأمريكية التقليدية الداعمة لإسرائيل، بقدر ما يجب قراءتها في سياق مختلف تمامًا، فهي إدارة مندمجة بالكامل في البنية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، إلى درجة تجعل توصيف ترامب بالمستشار العسكري لنتنياهو أقرب إلى الحقيقة منه إلى المجاز السياسي.

