لماذا يريد ترامب العودة إلى أفغانستان الآن؟

{title}
أخبار الأردن -

 

هاجم نواب ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة حول نية بلاده استعادة السيطرة على قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان، مؤكدين أنه لا تراجع عن قرار الانسحاب الكامل الذي اتخذ بالإجماع بين الحزبين وصادق عليه الكونغرس.

وأوضح النواب أن حديث ترامب عن عودة القوات الأمريكية إلى باغرام يتناقض مع الاتفاق الذي وقّعته واشنطن مع حركة طالبان خلال ولايته الأولى، وهو اتفاق قاده بنفسه، بينما نفذه الرئيس السابق جو بايدن لاحقًا ضمن جدول زمني محدد.

تصريحات النواب جاءت بعد حديث لافت أطلقه ترامب خلال زيارته لندن، حيث قال إن الولايات المتحدة "تركت القاعدة لطالبان دون أي مكاسب"، معتبرًا أن السيطرة عليها ستوفر موقعًا استراتيجيًا يتيح البقاء قريبًا من الصين.

القادة الديمقراطيون شددوا على أن ترامب تجاهل الأهمية الجيوسياسية لأفغانستان أثناء مفاوضاته السابقة، وأن الانسحاب السريع كلّف الولايات المتحدة خسائر سياسية واستراتيجية جسيمة. وأكدوا أن إدارة بايدن دفعت ثمن قرار الانسحاب الذي فرضه ترامب دون تخطيط كافٍ.

في المقابل، يرى مقربون من الرئيس الأمريكي أن الظروف الجيوسياسية الحالية، وخاصة تصاعد التنافس مع الصين وروسيا والهند، تفرض إعادة النظر في ملف أفغانستان. ويعتقد هؤلاء أن العودة إلى قاعدة باغرام قد تشكل مكسبًا استراتيجيًا يتيح لواشنطن موطئ قدم مهمًا في قلب آسيا.

وأشاروا إلى أن طالبان قد تكون مستعدة للتفاوض مع واشنطن حول القاعدة مقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، مشبهين ذلك بالاتفاق الذي توصلت إليه الإدارة الأمريكية مؤخرًا مع بنما بشأن القواعد العسكرية قرب القناة الاستراتيجية.

ويرى مراقبون أن الملف الأفغاني يعكس استمرار التباينات داخل واشنطن بشأن جدوى العودة إلى مناطق النفوذ السابقة، في وقت تتسع فيه خارطة الصراع الجيوسياسي عالميًا.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية