أبو زيد لـ"أخبار الأردن": حادثة معبر اللنبي تحمل دلالات بالغة الخطورة
قال الخبير العسكري نضال أبو زيد إنّ الحادثة التي وقعت على الطرف الآخر من معبر الكرامة تحمل دلالات بالغة الخطورة، خصوصًا بعد أن أعلن الاحتلال الإسرائيلي أنّ الحادثة وقعت في الجزء الخاضع لسيطرته الأمنية عند معبر اللنبي، لا في الجزء الأردني من معبر الكرامة – الملك حسين، وهو ما يعكس محاولة تل أبيب التنصل من المسؤولية المباشرة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنّ تناقض الرواية الإسرائيلية، التي بدأت بالإعلان عن وقوع الحادثة في معبر اللنبي ثم عادت لتقول إنها قرب معبر الكرامة، يثير تساؤلات حول خلفيات ما جرى، خاصة أنّ الأردن لو كان طرفًا في الحادثة لكان الاحتلال قد اعترف بذلك صراحة.
ونوّه أبو زيد إلى أن الجانب الإسرائيلي هو المتسبب المباشر في الحادثة، إذ حذّر جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة، كان آخرها في القمة العربية – الإسلامية الأخيرة، من تداعيات التصعيد الإعلامي والتحريض المتزايد في الخطاب الإسرائيلي، والتنبيه إلى أنّ استمرار هذه السياسات لن يقتصر أثره على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنما سيمتد ليشكل ارتدادًا خطيرًا على الأمن الإسرائيلي نفسه.
ولفت الانتباه إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أيام قليلة من واقعة عبور ستة جنود إسرائيليين الحدود باتجاه الأراضي الأردنية، حيث تعاملت المملكة مع الحادثة حينها بدبلوماسية عالية المستوى، وأعادت الجنود بشكل رسمي، في خطوة عكست التزام الأردن بخيار الدبلوماسية حتى مع الاحتلال.
في المقابل، تواصل إسرائيل اتباع نهج التصعيد والخطاب الخشن واللغة العسكرية في تعاملها مع المنطقة، ما أسهم في تفاقم حالة الفوضى والتوتر الأمني والعسكري على نحو غير مسبوق، وفقًا لما صرّح به أبو زيد لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
ورأى أنّ حادثة المعبر الأخيرة لا يمكن عزلها عن سياق التصعيد الإسرائيلي العام، الذي يضع المنطقة بأسرها على حافة انفجار جديد، ويضاعف حجم المخاطر التي تواجه الأردن باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة سياسات الاحتلال التوسعية.

