المخفي مما تقوم به إسرائيل على الحدود الأردنية
قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن الخطوة الإسرائيلية ببناء جدار أو سور، وربما إنشاء فرقة عسكرية على طول الحدود الأردنية، تحمل في طياتها أكثر من بعد.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنها تقرأ من زاويةٍ أولى باعتبارها إجراءً توسعيًا واستفزازيًا يعكس ذهنية الاحتلال القائمة على فرض الوقائع بالقوة، وإرسال رسائل صريحة إلى الأردن ودول الإقليم، بما يحول الحدود إلى بؤرة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة.
وبيّن الحوارات أن هذه الخطوة، من منظور أردني، تمثل استعراضًا عسكريًا ينطوي على تهديد مباشر للأمن الوطني وللاستقرار الداخلي.
ونوّه إلى أن البعد الأخطر يتمثل في ربط هذه التحركات بمسار سياسي طويل الأمد، إذ يشير بناء الجدار إلى أن إسرائيل ماضية قدمًا في خطة ضم غور الأردن – الواقع ضمن المنطقة "ج" – بما يعني إنهاء أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود مع الأردن.
واستطرد الحوارات قائلًا إن هذا السيناريو يتعارض كليًا مع الموقف الاستراتيجي الأردني، الذي يتمسك بأن حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 هي الحدود الدولية الشرعية، وليس تلك التي ترسمها إسرائيل عبر الجدار أو القوة العسكرية.
وأشار إلى أن تصريحات قادة الاحتلال، بما في ذلك تصريحات رئيس وزرائه التي ألمح فيها إلى أن "إسرائيل الكبرى" تتضمن في جوهرها الأردن، تعزز منسوب القلق الأردني، وتجعل الخطوة الإسرائيلية بالغة الخطورة من زوايا عسكرية وسياسية واستراتيجية.
واختتم الحوارات حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه الإجراءات لا تنعكس فقط على مستقبل القضية الفلسطينية، ذلك أنها تحمل في طياتها تهديدًا صريحًا لمعادلات الاستقرار والأمن الإقليمي برمته.

