نجم "سهيل" يطل على سماء الأردن معلنا بداية موسم الهريف
يُطل نجم "سهيل" في سماء الأردن هذه الأيام، مشكلاً علامة فارقة على بدء مرحلة من التحولات المناخية المرتبطة بالموروث الشعبي والزراعة، ويعتبر مؤشرًا علميًا للمواسم والطقس منذ مئات السنين.
ويُعد النجم من ألمع النجوم في السماء، ويظهر عادة في أواخر الصيف، مرتبطًا بزراعة المحاصيل وحصادها وفق التقاليد الأردنية، ويحمل رمزية ثقافية عميقة لدى سكان البادية والفلكيين على حد سواء.
وأوضح الحاج فرحان الهقيش، أحد العارفين بعلوم الفلك في البادية الأردنية، أن ظهور "سهيل" في أواخر شهر آب يشير إلى قرب نزول الأمطار وانحسار الحر، إيذانًا بدخول موسم "الهريف" الذي يمتد نحو 52 يومًا، ويليه موسم "النوا" الذي يمثل بداية الموسم المطري.
وأضاف الهقيش أن طلوع سهيل مرتبط بالعديد من الأمثال الشعبية، مثل: "إذا طلع سهيل لا تأمن السيل"، حيث يستبشر الفلاحون ببدء زراعة المحاصيل الشتوية بعد تبريد التربة. كما ترتبط هذه الفترة بمواسم "العفير" و"الثروي" و"الجوزا" و"الشعرى"، والتي تحدد توقيت الزراعة والرعي ومواسم التوالد لدى الإبل.
من جانبه، أكد الدكتور علي الطعاني، أستاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في جامعة البلقاء، أن نجم سهيل هو ثاني ألمع النجوم بعد الشعرى اليمانية، ويزيد لمعانه عن لمعان الشمس بعشرة آلاف مرة، ويبعد عن الأرض نحو 313 سنة ضوئية.
وأضاف الطعاني أن ظهور النجم من الجهة الجنوبية قبل شروق الشمس، بنصف ساعة تقريبًا، يمثل مؤشرًا لانكسار شدة الحر وبداية اعتدال درجات الحرارة نهارًا وبرودة الليل، ويستمر ظهوره نحو 52 يومًا مقسمة إلى أربع مراحل هي الطرفة والجبهة والزيرة والصرفة، كل منها تحمل دلالات مناخية محددة.
ويجمع نجم "سهيل" بين دلالته التراثية العميقة في حياة الأردنيين وبين قيمته العلمية كجسم فلكي مهم يضيء سماء الكون، ليبقى حاضرًا في وجدان المواطنين وعين العلماء على حد سواء.

