من حدود بولندا إلى قلب العالم… بوابة الحرب العالمية الثالثة قد تُفتح قريبا

{title}
أخبار الأردن -

 

فجر 10 سبتمبر/أيلول الحالي، شنت روسيا هجوماً بطائرات مسيّرة من داخل بيلاروسيا، تجاوزت فيه الأجواء البولندية، حيث أسقطت بعض هذه الطائرات وتحطمت الأخرى دون تسجيل خسائر بشرية. وبررت موسكو الحادث بانحراف المسيّرات بسبب تشويش إلكتروني، بينما يرى خبراء الدفاع أن الأمر يمثل اختباراً متعمداً لردود فعل الناتو.

واستجابةً للحادث، فُعّلت المادة 4 من حلف شمال الأطلسي لبدء مشاورات جماعية طارئة، ووصف الخبراء الاختراق الروسي بأنه الأخطر منذ تأسيس الحلف، مشيرين إلى تصعيد طويل في الانتهاكات الروسية للأجواء الأوروبية. ودعا البعض إلى تعزيز الدوريات الجوية وأنظمة الدفاع الجوي على حدود الناتو الشرقية، وتبني إستراتيجية دفاع أمامي تشمل اعتراض الطائرات والصواريخ داخل أوكرانيا أو بيلاروسيا إذا كانت متجهة نحو دول الحلف، إضافةً إلى دعم قدرة أوكرانيا على استهداف مصانع إنتاج الطائرات المسيّرة الروسية.

في المقابل، لم تنتظر بولندا وصول التهديد الروسي إلى حدودها، إذ أعدت خططاً دفاعية استباقية منذ سنوات. ففي 2023، وقعت بولندا صفقة ضخمة للحصول على 486 وحدة إطلاق صواريخ متقدمة من نوع "هيمارس" الأميركية، بعد أن كانت قد استلمت سابقاً 18 راجمة صواريخ مماثلة. وتتميز هذه المنظومة بقدرتها على إطلاق صواريخ دقيقة بسرعة إعادة تحميل منخفضة، مع إمكانية الوصول إلى أهداف على مسافات تصل إلى 300 كم، إضافةً إلى نقل تكنولوجيا الصواريخ المستخدمة لإمكانية إنتاجها محلياً مستقبلاً.

كما وسعت بولندا قدراتها عبر شراء 600-700 مدفع هاوتزر "كي 9 ثاندر"، و32 مقاتلة من طراز الجيل الخامس "إف-35"، ودبابات أبرامز الثقيلة، إلى جانب 700 مركبة مدرعة و1400 مركبة مشاة قتالية برمائية محلية الصنع، مع خطط لتجنيد 150 ألف جندي إضافي بحلول 2035 لبناء 6 فرق مدرعة مجهزة بالكامل للدفاع والهجوم في بيئات قتالية متنوعة. وتعتزم البلاد أيضاً تعزيز منظوماتها الدفاعية بصواريخ "باتريوت" الحديثة، القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وحتى الطائرات المقاتلة.

تجاوزت استثمارات بولندا العسكرية 130 مليار دولار حتى الآن، مع خطط للوصول إلى أرقام قياسية في السنوات المقبلة، لتصبح القوة العسكرية الأولى في أوروبا بحلول نهاية العقد. ويشير المراقبون إلى أن هذه الخطوات لم تكن وليدة الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنها تسارعت بفعلها لتعزيز مكانة بولندا الإقليمية والدولية، في ظل تحالفاتها مع دول وسط أوروبا ومبادرة البحار الثلاثة.

تاريخياً، واجهت بولندا الاحتلال وتقسيم الحدود أكثر من مرة، لكنها اليوم تجمع بين اقتصاد قوي وحكومة قومية وعسكري متطور، وسط تهديد مباشر من جارتها الشرقية، مما يطرح تساؤلات حول قدرة أوروبا على الانزلاق نحو صراع أوسع إذا استمرت التوترات مع روسيا.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية