قالها الملك والآن تتحقق.. "عقلية القلعة لدى إسرائيل"
قال الخبير العسكري نضال أبو زيد، إنّ العملية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي باستهداف قيادات المقاومة في الدوحة، انتهت إلى فشل ذريع على المستويين العسكري والسياسي، مشيرا إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتكب "حماقة كبرى" حين اختار أن ينتهك أجواء دولة ذات سيادة ليست طرفا مباشرا في الصراع، وإنما طرفا في المسار الدبلوماسي الذي يسعى إلى إيجاد حلول للأزمة.
وأوضح أبو زيد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنّ هذا الاعتداء شكّل انتهاكا صارخا لسيادة قطر، وأدخل حكومة نتنياهو في مأزق دبلوماسي متجدد يزيد من عزلتها على الساحة الدولية، مضيفا أنّ الخطوة الإسرائيلية عكست انفصالا خطيرا بين المسار العسكري والمسار الدبلوماسي، في وقت يفترض فيه – وفق كل الأعراف العسكرية والسياسية – أن يتلازم المساران بحيث تترجم الإنجازات الميدانية إلى مكاسب سياسية، وهو ما لم يتحقق على الإطلاق.
وبيّن أبو زيد أنّ الاحتلال يواجه اليوم استعصاء دبلوماسيا وانسدادا في الأفق العسكري على حد سواء، إذ بات عاجزا عن تحقيق الحسم في قطاع غزة أو دفع العملية السياسية إلى الأمام، مما يجعل خياراته أكثر ضيقا وكلفته السياسية والإنسانية أكبر بكثير.
ولفت الانتباه إلى أنّ ما يجري في المنطقة يكشف أنّ إسرائيل لا تبحث عن سلام أو حلول دبلوماسية بقدر ما تسعى إلى فرض هيمنة عسكرية شاملة، مستندة إلى ما وصفه جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2007 في تصريح نشرته صحيفة لوموند الفرنسية حين قال إنّ إسرائيل "تفكر بعقلية القلعة"، أي أنها تحاصر نفسها في منطق القوة والسلاح بدل الانفتاح على خيارات السلام والاستقرار.

