الرنتاوي لـ"أخبار الأردن": إسرائيل تنسف الوساطة وترامب شريك في الخداع
قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي إن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قيادة حركة حماس في الدوحة، يعد امتدادًا لنهج إسرائيلي ثابت يقوم على استهداف متكرر لقادة المقاومة في كل مكان، في سياق عقيدة سياسية وعسكرية تراهن على الاغتيال كأداة لكسر الخصوم وإفشال أي مسار تفاوضي ناشئ.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ما جرى يمثل عمليًا اغتيالًا للمسار التفاوضي الذي بدأ يتنفس بعد مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، كما أنه يشكل ضربة مباشرة للوساطة القطرية – العربية، التي تم تجاوزها عمدًا قبل أيام حين نقل ترامب مقترحه عبر غيرشون باسكين متجاهلًا الوسيطين العربيين.
وبيّن الرنتاوي أن واشنطن شريك مباشر في هذا العدوان، فهي تعلم وتغطي وتمنح الضوء الأخضر لنتنياهو لتنفيذ جرائمه، بل إن قاعدة العديد في قطر – بما تملكه من قدرات مراقبة وسيطرة – قادرة على كشف الطائرات الإسرائيلية ومنع العدوان لو أرادت الإدارة الأميركية ذلك، مثلما فعل ترامب عندما أعاد الطائرات الإسرائيلية من فوق الأجواء الإيرانية سابقًا.
ونوّه إلى أن ما يحدث ليس جديدًا على مستوى "لعبة الخداع" التي يجيدها كل من ترامب ونتنياهو، فالأول سبق أن ضرب إيران قبل يومين فقط من جلسة مفاوضات مهمة، والثاني اشتهر تاريخيًا باستخدام الاغتيال والمفاجآت القذرة كأداة ضغط وتخريب.
وشدد على أن التوحش الإسرائيلي والغطرسة الأميركية لن يتوقفا عند حدود أو قيود، ما لم تجد الحليفتان الاستراتيجيتان قوة رادعة تكسر هيمنتهما وتفرض معادلة جديدة في الإقليم.
واستطرد الرنتاوي قائلًا إن الاكتفاء بالإدانات الشكلية لم يعد مجديًا، وأن الاكتفاء بإدانة العدوان على قطر مع تجاهل استهداف قادة حماس يعدّ موقفًا غير لائق، خصوصًا حين يصدر عن مسؤولين فلسطينيين أو عرب يتجاهلون أن ما يجري يندرج في إطار مخطط استراتيجي يستهدف تصفية المقاومة وتقويض أي دور عربي مستقل.

