ليلة ساخنة في اللاذقية.. استعراضات تركية وروسية وهيمنة إسرائيلية
ذكرت مصادر عسكرية سورية أن القصف الإسرائيلي على ثكنة سقوبين في اللاذقية، ليلة الاثنين-الثلاثاء، كان الأعنف منذ أشهر، وأسفر عن مقتل 4 عناصر من قوات وزارة الدفاع السورية وإصابة عدد آخر، فيما رصد السكان كثافة غير مسبوقة لسيارات الإسعاف في محيط موقع القصف، مما يوحي بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وأوضح المصدر العسكري أن الهجوم استهدف أسلحة تركية وصلت حديثًا إلى الموقع، بينها رادارات ومنظومات دفاع جوي ومستودعات ذخيرة تحوي صواريخ، فيما رافقه تحليق طائرات مسيرة إسرائيلية فوق مدينة القرداحة، يُرجح أنه استهدف استطلاع مواقع وتوزع المقاتلين الأجانب في المنطقة.
وفي وقت لاحق، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على كتيبة للدفاع الجوي في شنشار بريف حمص، استهدفت معدات تركية جديدة، وكذلك على موقع عسكري قرب مدينة تدمر في البادية السورية، حيث رجحت المصادر أن يكون الموقع مشروع قاعدة تركية قيد الإنشاء، وأسفر القصف عن تدميره بالكامل مع وقوع قتلى بين العسكريين.
التوتر في سماء الساحل السوري
وأشار المصدر إلى أن سماء الساحل السوري شهدت ازدحامًا غير مسبوق للطيران الحربي، حيث أقلعت طائرات روسية من قاعدة حميميم وخرقت جدار الصوت فوق الساحل، في أول تحرك مماثل منذ أشهر، بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية.
كما لوحظ تحليق طائرات تركية على الحدود الشمالية الغربية لسوريا دون تدخل لمنع الغارات الإسرائيلية، فيما واصلت الطائرات الإسرائيلية خروقاتها الجوية حتى سماء دمشق، مع تنفيذ ما وصفتها المصادر بـ"غارات وهمية" أثارت حالة من الهلع بين المدنيين.
انسحاب وتحرك للقوات السورية والفصائل
أدى القصف الإسرائيلي على ثكنة سقوبين إلى انسحاب جزئي للقوات السورية من مواقعها، حيث شوهدت رتلات عسكرية تتحرك من الكلية البحرية نحو أوتستراد جبلة، خوفًا من قصف إضافي.
كما تم إفراغ معسكرات في جنوب طرطوس، وتمركزت قوات في مداخل اللاذقية وقرية الهنادي، وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل توقعات بوقوع أحداث أمنية كبيرة، وهو ما انعكس على حركة السكان الذين قلّ ترددهم في التنقل وفضّلوا الالتزام بالمنازل إلا للضرورات القصوى.
وكان الساحل السوري قد شهد خلال الأيام الأخيرة دخول أرتال عسكرية كبيرة ومتنوعة، تركزت في القرداحة وريفها، وريف جبلة، وجنوب طرطوس، بينما توجه رتل آخر إلى ثكنة "اليهودية" سابقًا للدفاع الجوي في اللاذقية.

