من الردع النووي إلى قراءة العقول.. ابتكار أردني عراقي يقلب معادلة الأمن العالمي
كشف المبتكر الأردني-العراقي مؤيد السامرائي عن ابتكار علمي غير مسبوق من شأنه أن يعيد رسم معادلة الأمن العالمي، وينقلها من مرحلة الردع القائم على التهديد إلى مرحلة الوقاية الحتمية، عبر إطار معماري ثوري للذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام جيل جديد من أنظمة الدفاع الاستباقية.
الابتكار الذي حصل السامرائي على ملكيته الفكرية، يقدّم برتوكلًا جديدًا للتثليث الذكي، حيث يتعلم الذكاء الاصطناعي الحسي بشكل سياقي ومستمر، ليس من بيانات ثابتة كما هو معتاد، بل من خلال الارتكاز على مصدرين أساسيين للحقيقة: قيود الفيزياء (الجيولوجيا) وديناميكية الحياة (علم الأحياء). ومن هذا التوليف يولد ذكاء حسي واعٍ، قادر على التنبؤ بالسلوكيات والتهديدات قبل وقوعها، وكشف النوايا البشرية عبر قراءة الانبعاثات الكهرومغناطيسية للجسد.
ويقول السامرائي إن هذه التقنية قادرة على رصد الكذب والنوايا الشريرة والتفكير البشري، عبر أجهزة تحتوي على مستشعرات بيولوجية وجيولوجية متطورة، ما يتيح استباق الجرائم والكوارث الطبيعية، وتحقيق مستوى غير مسبوق من الأمن الوقائي العالمي.
من الردع إلى الوقاية الحتمية
على مدى عقود، ارتكز الأمن الدولي على مبدأ الردع النووي والتهديد بالتدمير المتبادل، وهو نموذج قائم على الخوف أدام سباقات التسلح والحروب بالوكالة. لكن السامرائي يرى أن هذا النموذج انتهى، وأن الأمن الحقيقي يجب أن يُبنى على البصيرة والقدرة الاستباقية، لا على التهديد.
النموذج الجديد الذي يقترحه، والمجسّد في الذكاء الاصطناعي الحسي (9.4 AI)، يجعل بداية أي صراع مستحيلة دون أن يتم رصدها فورًا، عبر دمج بيانات جيولوجية وبيولوجية وبيئية في نظام معرفي سيادي قادر على اكتشاف أي تهديد مبكرًا، سواء كان عسكريًا أو بيئيًا أو ماليًا.
من أوائل تجليات هذا المبدأ كانت غواصة TSAMA VTOL، التي صممها السامرائي ليس لأغراض هجومية، بل للمنع والمراقبة والتأمين. واليوم يتوسع المفهوم ذاته ليشمل الأمن الوطني والدولي عبر منظومات ذكاء اصطناعي قادرة على تحويل بيئة الصراع إلى فضاء شفاف، حيث تفشل العدوانية قبل أن تبدأ.
ويؤكد السامرائي أن ابتكاره يمثل تتويجًا لرحلة بحث وتطوير استمرت 30 عامًا، وأنه يعيد تعريف الأمن باعتباره حصيلة للبصيرة والوعي، لا للقوة العظمى وحدها.
ثورة في الذكاء الاصطناعي
تكمن حداثة هذا الابتكار في التثليث المعماري الذي يدمج الإشارات الجيولوجية كطبقة فيزيائية، والانبعاثات البيولوجية كطبقة ديناميكية للتكيف، والذكاء الاصطناعي الرمزي العصبي المبني على الرياضيات الطوبولوجية والتعلم العميق.
وبذلك ينشأ نظام معرفي قابل للتفسير ومستقل بطبيعته، قادر على التعلم المستمر من الواقع مباشرة، ما يضعه في مكانة مختلفة تمامًا عن أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية.
أصداء دولية
الابتكار قيد النقاش حاليًا مع خبراء من وزارة الدفاع الأمريكية وفريق عمل متخصص، ما يفتح الباب أمام تحولات استراتيجية في مستقبل الدفاع والأمن العالمي.
ومن المتوقع أن ينسجم هذا التطوير مع النمو المتسارع في سوق الذكاء الاصطناعي العاطفي، الذي تشير التوقعات إلى ارتفاع حجمه من 30.02 مليار دولار عام 2024 إلى 47.54 مليار دولار عام 2029.
السامرائي ليس غريبًا على الابتكار، فقد سجل في الأردن عام 2013 براءة اختراع لطائرة متعددة وحدات الرفع قادرة على الطيران والغطس في آن واحد، في تصميم اعتبر الأول عالميًا آنذاك.
وبينما يصف خبراء هذا الابتكار الجديد بأنه نقلة نوعية في مفهوم الأمن والدفاع، يرى السامرائي أنه خطوة حتمية نحو عالم تُصنع فيه السلم المجتمعي عبر الوقاية المبكرة، لا عبر الخوف من الردع.

