انفجار كبير في الضفة الغربية عاجلا أم آجلا
قال خبير الشؤون الإسرائيلية الدكتور علي الأعور إن الضغوط المتصاعدة من معسكر اليمين الإسرائيلي، ولا سيما اليمين المتطرف، دفعت باتجاه مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإقدام على خطوة ضم الضفة الغربية، أو على الأقل فرض السيطرة الكاملة على ما يقارب 60% من مساحتها، في إشارة إلى مناطق (ج) التي تضم الكتل الاستيطانية الكبرى ومعظم المستوطنات.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن شخصيات بارزة، من بينها جدعون ساعر، نقلت هذه المطالب بشكل مباشر إلى وزير الخارجية الأمريكي خلال اجتماعهما الأخير، مؤكدة رغبة تل أبيب في إعلان السيادة على الأراضي المحتلة، إلا أن البيان المشترك الصادر عقب اللقاء خلا تمامًا من أي إشارة إلى مسألة الضم، وهو ما يعكس - بحسب تقديره - أن القرار النهائي لا يزال مرهونًا بموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي لم تمنح بعد الضوء الأخضر لمثل هذا الإعلان.
وبيّن الأعور أن نتنياهو، رغم سعيه الحثيث لكسب ودّ التيار اليميني المتطرف، يدرك في الوقت ذاته أن خطوة الضم ستُدخل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، فضلًا عن كونها ستقوّض نهائيًا خيار حلّ الدولتين وتدفع نحو انهيار السلطة الفلسطينية، التي شكّلت لعقود شريكًا أمنيًا أساسياً لإسرائيل في إدارة الضفة الغربية.
وأردف أن انهيار السلطة سيخلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا بالغ الخطورة، ما قد يفتح الباب أمام اندلاع انتفاضة ثالثة، خاصة أن الضفة الغربية - بما تحمله من ثقل جيوسياسي - تمثل خاصرة رخوة لإسرائيل، وتتيح للفلسطينيين هامشًا واسعًا لتفجير الأوضاع من الداخل.
ونوّه إلى أن أي إعلان رسمي عن الضم سيضع إسرائيل أمام مواجهة دبلوماسية حادة على الصعيد الدولي، بل وربما يعرّضها لعزلة سياسية عن المنظومة الأممية، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عمليًا على الأرض تطبيق ما وصفه بـ"الضم الزاحف"، عبر التوسع الاستيطاني المتسارع، وعربدة المستوطنين، وإقامة مئات الحواجز العسكرية، دون الحاجة إلى إصدار قرار معلن.
واختتم الأعور حديثه بالتأكيد على أن نتنياهو لن يقدم في هذه المرحلة على خطوة الإعلان الرسمي عن الضم، لأن المسألة تبقى رهينة حسابات البيت الأبيض وموقف واشنطن النهائي، غير أن استمرار المشاريع الاستيطانية الكبرى، وعلى رأسها مشروع (E1) في معاليه أدوميم، يكشف بوضوح أن إسرائيل ماضية في فرض وقائع ميدانية لا رجعة عنها، محذرًا في ختام حديثه: "القوة لا تصنع السيادة، وسياسة الضم الزاحف لن تقود سوى إلى انفجار كبير في الضفة الغربية عاجلًا أم آجلًا".

