أبو رمان: الأردن يواجه خطرا غير مسبوق

{title}
أخبار الأردن -

 

تشهد المنطقة اليوم تحولات خطيرة مع بروز ما يمكن تسميته بـ"إسرائيل الجديدة"، التي تعزز نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي بهدف إعادة رسم الواقع الإقليمي. هذه التحولات تأتي على حساب الأمن القومي الأردني والفلسطيني معًا، في ظل حرب مفتوحة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ترافقت مع عمليات استيطان متسارعة، وتهجير قسري، واعتداءات ممنهجة ضد المدنيين والبنية التحتية، ما ينذر بأزمة إنسانية عميقة تهدد استقرار الدول المجاورة.

مشروع لتصفية القضية الفلسطينية

أكد المحلل السياسي الدكتور محمد أبو رمان أن ما يجري يعكس توجهاً إسرائيلياً واضحاً لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وليس فقط مواجهة الفصائل أو إضعاف حركة حماس. وبيّن أن السلطة الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو قدّمت تنازلات أمنية وسياسية عديدة، إلا أن النتيجة تمثلت في استمرار الاستيطان وقرارات الضم وإلغاء أي أفق حقيقي لقيام الدولة الفلسطينية.

وانتقد أبو رمان خلال حديث مع "حسنى"، ازدواجية القانون الدولي، مشيراً إلى أن المؤسسات الأممية باتت أداة بيد القوى الكبرى لحماية مصالحها، بينما تُهمّش حقوق الشعوب. كما اعتبر أن ما يجري في غزة من حصار وتجويع وقتل للأطفال يكشف زيف القيم الغربية التي طالما رفعت شعار الحرية وحقوق الإنسان.

وبحسب أبو رمان، فإن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب منحت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غطاءً سياسياً لمواصلة مشروع الضم وتقسيم الضفة الغربية، ما أنهى عملياً أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.

الأردن في عين العاصفة

رأى أبو رمان أن الأردن يواجه خطراً غير مسبوق، إذ لم تعد "إسرائيل الجديدة" ترى استقرار المملكة مصلحة لها كما في السابق.

ولفت إلى ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات الوطنية والأمنية الأردنية، خاصة في ظل تهديدات تطال الوصاية الهاشمية على القدس، إضافة إلى مخاطر "الترانسفير الناعم" عبر التضييق الاقتصادي والإنساني على الفلسطينيين.

استشهاد قادة المقاومة

من جهته، أكد الخبير العسكري محمد المقابلة أن استشهاد القادة المقاومين، مثل أبو عبيدة، يشكّل وقوداً جديداً للمقاومة الفلسطينية، حيث كانت دماء الشهداء دائماً مصدر قوة وتجديد للزخم النضالي. وشدد على أن محاولات التشكيك في الشهداء تتقاطع مع خطاب الأعداء ولا تليق بالقيم الوطنية أو الإنسانية.

وأشار المقابلة إلى أن مشروع "إسرائيل الكبرى" تحقق في معظم أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية، من خلال اتفاقيات الغاز والمياه والقيود على المقاومة، ولم يتبق سوى البعد الجغرافي. وحذر من أن إضعاف الأردن سيكون المدخل الرئيسي لاستكمال هذا المشروع، ما يجعل المملكة هدفاً مركزياً.

واختتم المقابلة بالتحذير من خطورة التعامل الروتيني مع هذه التهديدات، داعياً إلى استعداد عملي واستراتيجي لمواجهة سيناريوهات مشابهة لما يجري في غزة، بما في ذلك الحصار والضغوط الاقتصادية، من خلال خطط وطنية واضحة تواكب حجم الخطر

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية