العياصرة لـ"أخبار الأردن": تصعيد إسرائيلي خطير يصطدم بالمصالح الأردنية

{title}
أخبار الأردن -

 

قال المحلل السياسي الدكتور رامي العياصرة إنّ الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في إطار استغلال الاحتلال لهزّة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، بغية فرض وقائع ميدانية جديدة تؤدي في المحصلة إلى حسم الصراع لمصلحة المشروع الصهيوني، عبر الإجهاز على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في التحرير وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وأوضح العياصرة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنّ القانون الذي أقرّه الكنيست لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية لا ينفصل عن الدعم الأمريكي غير المحدود، الذي يتجلى بوضوح في قرار واشنطن منع السلطة الفلسطينية من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، بما يمهد لشرعنة الضمّ وقطع الطريق على أي مسار دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأشار العياصرة إلى أنّ إسرائيل تمضي في عملية الضم على مراحل، تبدأ أولًا بغور الأردن، في خطوة تهدف إلى إجهاض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ذات امتداد جغرافي وحدود طبيعية، وخاصة مع الأردن، معتبرًا أنّ هذا السيناريو يحمل أبعادًا كارثية على المصالح العليا للدولة الأردنية، إذ يعيد إلى الواجهة سيناريوهات التهجير القسري للفلسطينيين إلى الداخل الأردني، تحت ما يُعرف بمؤامرة "الوطن البديل".
ونوّه إلى أنّ الأردن، بقيادة جلالة الملك، عبّر بوضوح على مدى السنوات الماضية عن رفضه القاطع لأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حسابه، أو فرض حلول سياسية تؤدي إلى تصدير الأزمة الديموغرافية والجغرافية من الضفة الغربية إلى الداخل الأردني، مردفًا أنّ الدولة الأردنية تواصل جهودها الدبلوماسية عبر المنابر الدولية لتأكيد خطورة هذه الإجراءات الإسرائيلية، مستندة إلى شبكة علاقاتها الإقليمية والدولية، في محاولة لكبح اندفاعة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

واستطرد العياصرة قائلًا إنّ هذا التصعيد يضع الأردن أمام تحديات داخلية وخارجية معقدة، ما يستدعي تبني خطوات جادة لتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز حالة الإجماع الوطني، إذ لم يعد مقبولًا – كما قال – الانشغال بخلافات سياسية جانبية في ظل تهديدات وجودية تمسّ الأردن ككيان ودولة.

وأضاف أنّ المخاطر لا تتوقف عند حدود الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فهي تمتد إلى المحيط الإقليمي الملتهب، بدءًا من الجنوب السوري حيث الدور الإسرائيلي العبثي ودعمه لمعادلات انفصالية تهدد استقرار السويداء وحدود الأردن الشمالية، وصولًا إلى احتمالات تجدد الحرب مع إيران وما قد يترتب على ذلك من انعكاسات على الحدود الشرقية في ظل وجود ميليشيات تابعة لها في العراق.

واختتم العياصرة حديثه بالإشارة إلى أن المرحلة الراهنة تقتضي اصطفافًا وطنيًا شاملًا، وأنّ الأردن في هذه اللحظة الحرجة يحتاج إلى توحيد الصفوف وإعلاء صوت المصلحة الوطنية العليا لمواجهة التهديدات المتشابكة، داخليًا وإقليميًا، باعتبار أنّ حماية الأردن وأمنه واستقراره يجب أن تكون الأولوية القصوى لجميع مكوناته.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية