العياصرة عن تصريحات النسور: يجب عدم كشف ما يحدث تحت الطاولة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال العين عمر العياصرة إن الحملات التي ترافق ذكر اسمه في أي تعديل وزاري أو حدث سياسي "لا تزعجه"، موضحًا أن العمل العام يفرض على السياسي أن يتحمل النقد والاتهامات، لكنه أشار إلى أنه قد ينزعج فقط إذا تحولت هذه الحملات إلى شخصنة بعيدة عن النقاش الموضوعي.

وأضاف العياصرة، في حوار مع راديو البلد، أن مواقفه السابقة حين كان أقرب إلى صفوف المعارضة تفسّر أحيانًا طبيعة هذه الحملات، مؤكدًا أن تجربته البرلمانية كشفت له عن "إكراهات الدولة وضغوطاتها"، قائلاً: "حين تكون بعيدًا يسهل أن تقول افتح الحدود أو زد الرواتب، لكن عندما تكون قريبًا ترى التوازنات والديون والضغوط، وتفهم أن السياسة العقلانية تحمي الدولة من المغامرات".

بين الدولة والحكومات

وشدد العياصرة على ضرورة التمييز بين الدولة ومصالحها العليا من جهة، وبين أداء الحكومات من جهة أخرى، معتبراً أن جزءاً كبيراً من النقد في الأردن يتأثر بغياب هذا التفريق. وقال: "أنا دفعت كلفة الدفاع عن دولتي، وأتفهم الحملات التي تلاحقني، لكن أحيانًا تكون ذات أهداف شخصية وغير مفهومة".

وفي سياق الحديث عن مساحة النقد، أشار العياصرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت "الإعلام الرديف"، لكنها في أحيان كثيرة تتحول إلى ساحة استهداف للأشخاص بدلاً من مناقشة السياسات، داعياً إلى أن يبقى النقد موضوعياً ويرتبط بالقرارات لا بالأشخاص.

الإصلاح السياسي

وفي ملف الإصلاح السياسي، أقرّ العياصرة بوجود ملاحظات على التجربة الانتخابية، لكنه اعتبر أن المشروع الإصلاحي الجاري يشكل بارقة أمل لتوسيع المشاركة وتعزيز العمل الحزبي. وأكد أن الحركة الإسلامية ستبقى جزءاً من الحياة السياسية الأردنية، لكن ضمن قواعد وطنية واضحة.

وحول تصريحات رئيس الوزراء الأسبق عبد الله النسور بشأن تفاصيل ما وراء الكواليس الانتخابية، قال العياصرة: "كنت أتمنى على الدكتور عبد الله النسور أن لا يخرج بتصريحات من هذا النوع. هذه الأمور موجودة في كل العالم، لكن طرحها بهذا الشكل قد يضر بالثقة في المشروع الإصلاحي بدل أن يعززها".

وأشاد العياصرة بأداء حكومة الدكتور جعفر حسان، واصفاً رئيس الوزراء بأنه "شخص عملي ومتابع بشكل دائم". وقال: "الحكومة تسير بالاتجاه الصحيح رغم بطئها الطبيعي في بعض الملفات، وهناك رضا شعبي واضح عن أدائها حتى الآن، وأتمنى أن يُترجم ذلك إلى إنجازات ملموسة".

تحوّل أحمد الشرع والدولة الوطنية

وعلّق العياصرة على تحوّل موقف أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقًا) من التوجهات الجهادية إلى تبني الدولة الوطنية السورية، واعتبره مؤشراً على مرحلة ما بعد "الجهادية"، داعياً إلى ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية في دول المنطقة باعتباره السبيل لحماية الاستقرار وبناء شراكات عربية فاعلة.

المشهد الإقليمي وسوريا

وفي ما يتعلق بالوضع السوري، وخاصة في السويداء، أبدى العياصرة خشيته من مشاريع تقسيم بدعم خارجي، لكنه شدد على أن الأردن ومعه دول عربية أخرى يسعون لتكريس الحل كأزمة سورية – سورية داخلية. وأضاف أن بناء دولة وطنية عادلة وشاملة في سوريا هو الضامن لحماية الأقليات ومنع استغلالها من قبل قوى خارجية.

وأكد في ختام حديثه أن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ثابت وصلب، وأن تصريحات المسؤولين الأردنيين تحكمها حسابات دقيقة لمصالح الدولة العليا، رافضًا الرد على كل تصريح إسرائيلي بانفعال، ومشدداً على أهمية السياسة العقلانية في حماية الأردن من أي مغامرات إقليمية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية