الرداد لـ"أخبار الأردن": المنطقة على أعتاب اختبار مصيري

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير الأمني والعسكري الدكتور عمر الرداد إنّ القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا تمثل بمثابة "إزاحة الستار" عن مرحلة دولية مختلفة تتبلور ملامحها ببطء، مرجحًا أن تشكّل هذه المحطة منعطفًا مفصليًا في إعادة بناء التوازنات العالمية، بما يتجاوز الإطار التقليدي للأزمة الأوكرانية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنّ أهمية هذه القمة تتمثل في كشفها عن تحولات استراتيجية عميقة ستنعكس تدريجيًا على شكل النظام الدولي، فالمعطيات التي أحاطت بالاجتماع، وفق تقديره، تشير إلى مسعى أمريكي واضح لإعادة تعريف أدوار القوى الكبرى، عبر صياغة معادلات مرنة تسمح لواشنطن باستعادة موقعها المهيمن من دون الاضطرار إلى الانخراط في استنزاف عسكري مباشر.

وجاء ذلك – بحسب الرداد – في ظلّ مؤشرات على تبلور أرضية تفاهم مبدئية بين واشنطن وموسكو، تجلّت في ما يبدو عرضًا روسيًا متكاملًا لا يقتصر على وقف الحرب في أوكرانيا، بقدر ما يمتد ليشمل ملفات حساسة مثل مستقبل الأراضي التي خضعت للسيطرة الروسية، والحدّ من احتمالات انضمام كييف الكامل إلى حلف الناتو، إلى جانب مراجعة منظومة العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.

ونوّه إلى أنّ الأبعاد الأعمق للقمة تتصل بملفات استراتيجية أوسع، أبرزها العلاقة بين موسكو وبكين، حيث يسعى ترامب - وفق تقدير الرداد - إلى عقد "مقايضة كبرى" تقوم على تخفيف الشراكة الروسية – الصينية مقابل منح روسيا موقعًا تفاوضيًا يتيح لها الخروج من الحرب من دون هزيمة كاملة، مضيفًا أن هذه المقاربة، إذا ما نجحت، ستفتح الباب أمام إعادة صياغة قواعد الاشتباك الدولي بطريقة تؤسس لنظام متعدد الأقطاب بزعامة أمريكية مرنة.

واختتم الرداد حديثه قائلًا إنّ ما جرى في ألاسكا يعد بداية مسارٍ لإعادة تشكيل الشرق الجيوسياسي للعالم، مشيرًا إلى أنّ "مفاعيل هذه القمة لن تظهر دفعة واحدة، وإنما ستتكشف تباعًا في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكشف أنّنا أمام لحظة فارقة في إعادة تعريف العلاقات بين القوى العظمى وصوغ نظام عالمي جديد".

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية